أكدت عضو فرع جمعية الثقافة والفنون بالباحة الفنانة التشكيلية عبير الغامدي أن التعامل السيء لمعلمة التربية الفنية في المرحلة الابتدائية كاد ينهي موهبتها، على الرغم من تميزها عن قريناتها في ذات المرحلة. وقالت الغامدي "إن معلمتي كانت تزعم أنني أعتمد على شخص أكبر مني في عمل المواضيع المطلوبة، لكني كنت متهيئة لهذا الوضع، وزاد إصراري على أن أكون الأفضل في الفصل، لكن الوضع تغير في المرحلة المتوسطة، فأصبحت معلمة التربية الفنية الجديدة تشيد وتعجب بأدائي مما كان يعطيني دافعاً أكبر في تقديم الأكثر وأصبحت رمز فنياً في الأنشطة المدرسية".
وأشارت عبير في حديثها لـ"الوطن" أنه في الوقت الحالي أصبح الكل يعي مفهوم وقيمة الفن ويدرك تماما إبداع المرأة، فهي قادرة على إثبات نفسها في جميع المجالات وتحقيق مستويات مميزة وملفتة، معتبرة أن للمرأة حضور صريح في أغلب أعمالها، ولكن بعض الأحيان أعمد بأن أرمز لها بتعبيرات خطية أو لونية أو شكلية تفصح عن كينونتها الأيديولوجية.
وحول أعمالها، تقول عبير إن منها ما هو مكشوف للجميع ومنها ما هو مغلف بالصمت المؤطر بالحياء الذي يصب في قالب الغموض، ولكل فنانة ريشتها الخاصة التي تبوح بحالتها الوجدانية أو العاطفية وانطباعها عن ما يدور حولها بإحساس عال يهيمن عليه أسلوبها الخاص في تكوين وتجسيد العمل الذي يميزها عن غيرها.
وترى الغامدي أن الفن التشكيلي يمثل بنية المجتمع والبيئة التي نعيش فيها فهو أرضية تعكس المواقف الفلسفية والطبيعة النفسية الحياتية، ويقوم بصياغة أوجه الحياة وعراكها وينسج واقع معين يراه الفنان نفسه لينقل رسالة سامية جٌسدت على اللوحة وامتزجت بالألوان وأُبدعت بريشة الفنان، مشيرة إلي أنها تجد نفسها في الواقعية وتميل إلى التجريدية بعض الأحيان، وتستطرد قائلة "مواضيعي ليس لها مصدر معين فكل شيء حولي هو بمثابة مصدر إلهام لي، أستوحي منه فكرة ومضمون العمل، فلم أقتصر على عامل معين لاستنباط مواضيعي، ومحافظة العقيق مقر سكني هي أحد مصادر الإلهام هذه.
وتؤكد أنه لا يوجد فن أهم من آخر، ولكن الفن الواقعي هو أساس جيد أو قاعدة ترسو عليها الفنون الأخرى، والفنان المتمكن يسلك الطريق الذي يميل له، ويملك القدرة على التلاعب فيه بحرية مطلقة حيث لا تعيقه أي قوانين أو قواعد فنية.
وعن التدريب وأهميته للفنان، أشارت عبير إلى أنه عامل مهم لتطوير المستوى وزيادة الخبرة، فمع التدريب المتزامن مع الممارسة تحقق وتصل الفنانة إلى مستويات أفضل من سابقتها، ولا تكتمل السلسلة الإبداعية إلا به.
وعن الرسائل التي يحملها الفن تقول "بكل تأكيد الفن يبث رسالة تخاطب أفكار الجميع، لها هدف ومضمون يترك أثرا جميلا في نفس المتلقي، وفي الغالب الصورة تغني عن ألف كتاب كما هو ديدن الفن في مخاطبة الجميع".
يذكر أن الغامدي سبق لها أن حققت المركز الثاني في مسابقة فرسان الجامعة في محور باحة الفنون بمناسبة عودة خادم الحرمين الشريفين سالما معافا إلى أرض الوطن بجامعة الباحة العام الدراسي المنصرم، وغيرها من الجوائز.