مع عودة السماح بالموائد الرمضانية (إفطار صائم) في المساجد بعد انقطاع عامين تزامن فيهما شهر رمضان الفضيل مع تفشي وباء كورونا واتخاذ الإجراءات الاحترازية التي منعت التجمعات، تسابق قائمون على العناية بالمساجد ومتطوعون إلى الحجز المبكر لوجبات إفطار الصائم لدى المطاعم والمطابخ التي تقوم بإعداد وجبات الإفطار خلال الشهر الفضيل.

وخلال جولة لـ«الوطن» على المطاعم لمعرفة عدد الحجوزات التي تلقتها من المساجد ومتطوعيها لحجز وجبات إفطار الصائم، أشار عبدالرحمن الغامدي وهو صاحب مطعم للرز البخاري إلى أن حجوزات وجبات إفطار صام بدأت منذ منتصف شعبان، وقال «هذا العام يعد استثنائيًا مع عودة السفر والموائد الرمضانية في المساجد».

وأشار إلى أن عدد الحجوزات بلغت منذ 20 شعبان نحو 36 ألف وجبة إفطار صائم لما يقارب 6 مساجد، تقدم خلالها وجبات كل يوم حسب العدد المتفق عليه.


وعن أسعار الوجبات، أشار إلى أنها شهدت هذا العام ارتفاعًا في سعر الوجبة الواحدة مقارنة بسعرها في العام الماضي، حيث يبلغ سعر الوجبة في رمضان هذا العام 25 ريالًا ، وهي تشمل الأرز والعصير والسمبوسك والتمر والمياه المعدنية، بينما كان سعرها العام الماضي 15 ريالًا نتيجة قلة الطلب عليها عكس الحال هذا العام.

وجبات VIP

من جهته، أكد أمين عبد الغفور، وهو عامل في مطعم للمندي أن مطعمهم يقدم هذا العام وجبات إفطار صائم بميزة VIP تختلف كليًا عن الوجبات العادية، حيث تشمل الوجبة على مندي لحم وعصير طازج ومياه وسمبوسك وتمر ونوع من الحلوى حسب اختيار الشخص، إلى جانب تقديم الوجبة في صندوق مغلف لحفظ حرارة الطعام بحيث يكون ساخنًا، ويتم التوصيل مجانًا إلى المساجد والأسر المتعففة حسب رغبة الشخص صاحب الطلب.

وقال «تختلف قيمة هذه الوجبات، وهي تتراوح بين 20 إلى 25 ريالًا».

وأوضح أن «ارتفاع أسعار الوجبات يختلف حسب نوعيتها، فهناك وجبات بقيمة منخفضة ربما يصل سعرها إلى 15 ريالًا، لكن محتوها في الداخل بالمقارنة مع الوجبات الأخرى قليل».

حجوزات المساجد

أضاف عبد الغفور «أكثر الحجوزات لدينا لمساجد هذا العام وذلك مع عودة السماح بالموائد الرمضانية، حيث وصل عدد الحجوزات لدينا إلى 20 ألف وجبة على مدار الشهر الفضيل، جميعها وجبات VIP، أما بالنسبة للأسر المتعففة، فيتم أخذ عناوينهم من أصحاب الطلبات، ويتم التواصل معهم عن طريق المندوبين، وإيصال الوجبات لهم، وقد بلغ عدد الطلبات للأسر المتعففة 5 آلاف طلب».

زيادة عدد العمالة

قال سالم المرزوقي وهو مدير مطعم «منذ منتصف شعبان بدأنا نتلقى حجوزات وجبات إفطار صائم من مختلف الأطياف من عوائل ورجال أعمال ومنسوبي مساجد، حيث وصلت الحجوزات لدينا إلى أكثر من 60 ألف وجبة، ما دفعنا إلى زيادة عدد العمالة حتى نتمكن من تجهيز تلك الطلبيات».

وأضاف أن «حجم الإقبال هذا العام على الوجبات مرتفع جدًا، وهذا دفعنا لتحديد سعر مناسب للوجبة ما بين 10 إلى 15 ريالًا حتى نسهم في جعل هذه الوجبات بمتناول الجميع».

وشدد على أهمية أن يكون هناك رقابة على الأسعار خلال الشهر الفضيل، خاصة المطاعم التي تعد هذا الشهر موسمًا لها وتزيد في أسعارها بشكل غير مقبول أحيانًا.

متطوعون للوجبات الرمضانية

أوضح أحمد الأحمدي، وهو متطوع للعمل في توزيع الوجبات الرمضانية أنه تم تشكيل فريق متطوعين من الحي الذي يسكن به، وقال «نقوم بشراء الوجبات الرمضانية من مطعم تم الاتفاق معه بحيث تتكون الوجبة من الأساسيات التي لا بد أن تتوفر في وجبة الإفطار، وتبدأ قيمة الوجبة من 18 ريالًا، وقد تم حجز 30 ألف وجبة يتم توزيعها على مسجدين في الحي طيلة فترة رمضان، وأغلب هذه الوجبات تكون للعمالة». وعن ارتفاع أسعار الوجبات، قال «الارتفاع سببه شدة الإقبال على الوجبات هذا العام بعد عودة الموائد الرمضانية، ويجد أصحاب المطاعم في رمضان موسمًا مناسبًا للكسب، لذا يقومون برفع الأسعار».

وطالب بأن يكون هناك رقابة على أسعار الوجبات الرمضانية (إفطار صائم) وضبطها وفق معيار معين، بحيث يتم تحديد سعر الوجبة لكافة المطاعم، مشيرًا إلى أن الارتفاع هذا العام مبالغ فيه بعد أن وجبات العام الماضي بحدود 10 ريالات».

قواعد السوق

أعاد الخبير الاقتصادي محمد المزيني ارتفاع أسعار وجبات إفطار صائم لدى بعض المطاعم إلى عدة أسباب، أهمها زيادة الطلب على هذه الوجبات بعد أن توقف الطلب عليها لعامين، فمن الطبيعي أن ترفع شدة الإقبال أسعار تلك الوجبات، كما أن ارتفاع أسعار بعض المواد الغذائية التي تدخل في صناعة هذه الوجبات أثر بدوره على أسعارها.