طالبت أسرة عربية مقيمة في أحد أحياء جدة الشؤون الاجتماعية بحمايـة ابنتهـم وهي فتاة معاقة تبلـغ من العمـر 18 عاماً، حيث أصبحـت عرضة لاعتداء بعض ضعاف النفوس من العمالة الوافدة بحكم أن عائلتها تعيش في منطقة تعج بالكثير من هؤلاء. وبحسـب ذوي الفتاة، فإن ابنتهم تعاني من نوبات صرع متكررة وتأخـر عقلي، وتعيش مع أمها وأخيهـا في منزل بسيط. مشيرين إلى أن الجناة يستغلـون حالتها الصحية وعجزها عن التعرف على من يعتدي عليها.

وأكدت أم فهد، التي تحدثت إلى "الوطن" خلال وجودها بمصلى النساء المجاور لسكن الفتاة، هذه الإدعاءات، مشيرة إلى اختطاف الفتاة سابقاً لمدة ثلاثة أيام من قبل شبان مجهولين أقدموا على قص شعرها وتركوها بعد ذلك بجوار المسجد، كما اتهمت عائلتها باستغلالها في التسول، مما دفع سكان الحي إلى تقديم شكاوى متكررة للشؤون الاجتماعية لاحتوائها وحمايتها من الاختطاف لكن دون جدوى.

وجاء في شكوى رفعها إمام مسجد الحي إلى مدير عام الشؤون الاجتماعيـة، عبدالله آل طاوي، حصلت "الوطن" على نسخة منها، أن الفتاة تحضر إلى المسجد يومياً وتصدر عنها حركات هستيرية تذهب خشوع المصلين.

وأشار إمام المسجد إلى أن الفتاة سبق لها أن حصلت على موافقة لعلاجها في مستشفى القوات المسلحة. مطالباً بسرعة إدخال الفتاة في أحد دور الإيواء، حتى تلقى الرعاية الكاملة، لافتاً إلى وجود دعوى من أخيها ضد أحد العمال الوافدين بممارسة الزنا معها.

"الوطن" رصدت المكان الذي تعيش فيه الفتاة المعاقة، وهو عبارة عن شقة تقع بين مجموعة ورش لتصليح السيارات، ويحبسها أخوها في غرفة مظلمة.

وفي تصريح إلى "الوطن"، أكد شقيق الفتاة تعرض أخته للاختطاف مرات عدة، ومن ثم إرجاعها. مشيراً إلى أنها اختفت قبل أشهر لفترة، وبعد البحث عنها وجدها في إحدى الورش الواقعة بجوار شقته، مما دفعه للتقدم ببلاغ إلى الشرطة ضد الشخص الذي وجدهـا معه، لافتاً إلى تحرير محضر بالواقعـة وإحالة القضيـة لهيئة التحقيـق والإدعاء العام، مفيـداً بأن شقيقته أصيبت بنوبـة صـرع وقت التحقيـق، ولم يستطع المحقق أخذ أقوالهـا، مما تسبب في إسقاط الدعوى، كما قضت المحكمة عليه بـ 80 جلدة لعدم كفاية الأدلة، مؤكداً أنه لا يستطيع السيطرة على تصرفات أخته، خاصة أن أمه تعاني من مرض نفسي، ولا يملك القدرة على علاجهما.

وقد عرضت "الوطن" حالة الفتاة على مدير عام الشؤون الاجتماعية بمنطقة مكة المكرمـة عبد الله آل طاوي، حيث أفاد بأن وضع الفتاة تحت الدراسة ومحل الاهتمام، مشيراً إلى أن التأهيل الشامل يستقبل من المقيمين حوالي 10% من المعاقين وذوي الاحتياجات الخاصة.