لم يتخلف مركز الكاريكاتور والرسم الصحفي في فرنسا، الذي يعتبر مرجعية عالمية في فن الكاريكاتور، عن عادته طيلة 30 عاماً في عرض أعمال الفنانين ولوحاتهم ورسوماتهم.
هذه السنة، يعرض المركز، الذي يحتفل بعامه الـ30، أعمالاً لأكثر من 250 رساماً من 70 بلداً حول العالم، ويستمر ذلك حتى السبت المقبل.
ويعتبر هذا المركز من وجهة نظر كافة المعنيين هو عاصمة الرسم الصحفي والكاريكاتير، واعتاد المركز منذ إنشائه على جمع رسامين من جميع أنحاء العالم، ففي نفس المدينة التي أقيم فيها المركز ومنذ 30 عاماً ينظم كل عام معرضاً كبيراً، صار مع الوقت حدثاً معترفاً به على الصعيد الدولي، يجمع أكبر أسماء رسامي الكاريكاتور والرسم الصحافي من قارات العالم. ويتزامن مع الاحتفال بمرور هذه السنوات أن يفتتح المعرض مركزه الدولي رسمياً.
وبهذه المناسبة، أعلن رئيس المعرض جيرار فاندنبروك، أن رسامي الكاريكاتور يأتون كل عام من أنحاء العالم إلى قلب فرنسا فيختلطون بسكانها وبالزوار الذين يناهزون الآلاف ليحتفلون بالنكتة المصورة، الناعمة منها أو القوية، ولتمتزج الموهبة بالقدرة على تجسيد الفكرة بوضوح.
ويضم معرض الكاريكاتير والرسم الصحفي في هذه الاحتفالية ما يقرب من 500 عمل فني، بالإضافة إلى نشاطات متعددة طوال الأسبوع تتنوع ما بين معارض الرسوم وتوقيع الكتب والمناظرات واللقاءات وحلقات التنفيذ الفني والحفلات وإلقاء الأضواء على المواهب الجديدة. ويتصدر شعار "الكاريكاتور مقياس حرية الصحافة" الموضوع الرئيسي لاحتفالية هذا العام.
يذكر أن هذا المعرض احتفى على مر السنين بمعظم كبار الرسامين في هذا المجال بدءاً من "بلانتو" الذي نشر رسومه منذ عقود في صحيفة "لوموند" الشهيرة، مروراً بـ"ولنسكي" الذي عمل مع مجلة "باري ماتش"، و"بيام" الذي زين برسوماته العديد من الصحف كـ "لوفيجارو"، وغيرهم إلى جانب العديد من الرسامين العالميين مثل رسامي "نيويوركر" و"كروكوديل"، إضافة إلى فناني تركيا ورومانيا والصين وكوريا وغيرهم.
ويرى القائمون على هذا المعرض الدولي أن هذه الرسوم تحافظ على اليقظة الدائمة للذهن، خصوصاً فيما يتعلق بالموضوعات بالغة الجدية كحماية الكرة الأرضية أو السلام في العالم. إذ يحاول هؤلاء الفنانون أن يرسموا بريشتهم ألف بسمة، البسمة التي لا تخلو من السخرية اللاذعة.