لم أكن أتخيل أن يزورنا هذا المرض، ويعيش في أطهر جسد وأنقى قلب، لكنها حكمة الله، أراد أن يشعرنا بالنعم التي نحن غافلون عنها ولا نؤدي شكرها، تلك الجرعات التي أوهنت جسد أختي وأتعبته، كانت كفيلة بأن تحيي قلوبنا الغافلة ونتفكر بمن تعايشوا مع هذا المرض وأصبحت الجرعات لهم غذاء، نسمع عنهم ولا نراهم، ندعوا لهم بظهر الغيب ابتغاء الأجر..
لكنه اليوم بيننا نشاهد عوارضه وآلامه الدفينة في جسد أختي، نراها تقاومه بكل قوتها، وتتناساه من أجل أن لا تؤذي أمي وأبي، لا تشعرهم بالألم، ولا بأنه يقتاد من جسدها ومن بريقها، تحاول بكل قواها أن تصبر على الأذى والمرض، ونحن نراها قوية فنزداد قوة بقوتها، وندعوا لها في كل وقت، ولكل مرضى تلك الجرع الكيميائية.