خيّر الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف النظام السوري برئاسة بشار الأسد، بين "الرحيل" و"تطبيق الإصلاحات الضرورية"، مؤكداً أن بلاده تريد أن تنهي سورية سفك الدماء.
وجاء هذا الموقف الروسي الجديد حيال سورية، بعد 3 أيام من استخدامها والصين الفيتو في مجلس الأمن مما حال دون صدور إدانة دولية. وقال مدفيديف: "إذا كانت القيادة السورية غير قادرة على تطبيق الإصلاحات، فعليها أن ترحل. ولكن هذا أمر لا يقرره حلف الأطلسي أو أي دولة أوروبية منفردة، بل يقرره السوريون". وفي سياق متصل، قال وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو إن الضغوط التي يمارسها النظام السوري على شعبه "وصلت إلى مرحلة غير مقبولة"، مشدداً على "أن تنجز الإصلاحات بواسطة سورية نفسها من أجل وضع نهاية لحمامات الدم هناك".
من جهة ثانية، قال الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في أقسى رسالة إلى أنقرة أطلقها من العاصمة الأرمينية يرفان، إنه "لا مكان لتركيا في الاتحاد الأوروبي".
اعتبر الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف أن على النظام السوري "الرحيل" إذا لم يتوصل إلى تطبيق "الإصلاحات الضرورية" في البلاد، محذرا من أن روسيا ستعطل أية محاولات خارجية للإطاحة بأية أنظمة. وتأتي هذه التصريحات بعد ثلاثة أيام من تصويت روسيا والصين بالنقض على قرار يدين حملة القمع التي تشنها سورية على المتظاهرين. وقال مدفيديف أمس إن "روسيا تريد مثلها مثل الدول الأخرى أن تنهي سورية سفك الدماء، وتطالب القيادة السورية بتطبيق الإصلاحات الضرورية". وأضاف "إذا كانت القيادة السورية غير قادرة على تطبيق الإصلاحات، عليها أن ترحل. ولكن هذا أمر لا يقرره حلف الأطلسي أو أي دولة أوروبية منفردة، بل يقرره الشعب السوري والقيادة السورية".
وأوضح أن قراره الأخير المتعلق بسورية تأثر بحملة القصف التي يقودها حلف الأطلسي على ليبيا والتي عارضتها روسيا. وحذر من أن "روسيا ستواصل الوقوف في وجه أية محاولات لإضفاء الشرعية من خلال مجلس الأمن الدولي، على أية عقوبات أحادية تهدف إلى الإطاحة بمختلف الأنظمة".
وفي سياق متصل قال وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو إن الضغوط التي يمارسها النظام السوري على شعبه "وصلت إلى مرحلة غير مقبولة"، مشيرا إلى أنه جرى اتخاذ الإجراءات اللازمة لمواجهة احتمال وقوع حرب أهلية في سورية. وقال في مقابلة: إنه على الرغم من اتخاذ الإجراءات الضرورية من الناحية الأمنية "فإن الأمر الهام في الواقع هو أن يجري إنجاز الإصلاحات بواسطة سورية نفسها من أجل وضع نهاية لحمامات الدم هناك". ولفت إلى أن تركيا قدمت مختلف أشكال الدعم الفني للرئيس السوري من أجل تنفيذ الإصلاحات، إلا أن الأسد فقد شرعيته.
وكان الرئيس الأسد قد وجه اتهامات لتركيا ورئيس وزرائها رجب طيب إردوغان ردا على حملة أنقرة ضد استخدام قواته العنف في قمع المظاهرات. واتهم الأسد أنقرة، بحسب تقرير أعده السفير المتقاعد فاروق لوغ أوغلو الذي ترأس وفدا من الحزب زار دمشق مؤخرا "بالتصرف وكأنها المتحدث باسم الرئيس الأميركي" وأن هدفها "ليس ترسيخ الديموقراطية في بلادنا وإنما السيطرة على مواردنا الغنية".