هل تعلم أن عددًا كبيرًا من الناس يفشلون في ممارسة الأعمال والتجارة، ليس لأنهم لا يمتلكون رأس المال، ولكن لأنهم لم يكتشفوا نوعهم التجاري، فالنوع التجاري لا يقتصر فقط على الأجهزة والمنتجات والخدمات، ولكن هناك نوعًا تجاريًا مسكوتًا عنه، يتحدث عنه رواد الأعمال والمدربون وفق مفاهيم قد تبدو معقدة لدى كثير من الناس، من دون تبسيط للوصول إلى فهم واسع وشامل لدى أفراد المجتمع، حتى من الذين لم يقرأوا يومًا عن الإدارة الحديثة.

هل أنت إستراتيجي أم تنفيذي، سؤال يمكن لعدم الإجابة عليه أن تكلفك عمرك كله، ويمكن للإجابة عليه أن تفتح لك أبوابًا وآفاقًا في الحياة تنقلك بسرعة الصاروخ إلى حيث مراتع النجاح والتوفيق التي ينشدها الملايين.. فكيف نعرف؟ وكيف نستكشف حقيقة أنفسنا؟ وإذا ما اكتشفنا من نحن، كيف نوظّف هذا الاكتشاف لحياة ناجحة؟

إن الإستراتيجي هو ذلك الشخص الفاشل بدرجة كبيرة جدًا في التنفيذ، وفي إدارة عمليات التشغيل اليومية، فهو لا يقدر على إدارة الوقت، ولا إدارة الموظفين، ولا إدارة مكونات العمل الدقيقة والصغيرة، وهو كذلك ليس لأنه فاشل، ولكنه كذلك؛ لأن تركيبته العقلية لا توفر له هذه الإمكانات، لأن إمكاناته أعلى بكثير من مجرد إدارة عمليات.


فهو ذلك الشخص الذي لديه إمكانات فائقة ليخطط، وليضع الأفكار على الورق، وليرسم السياسات العميقة، وهو ذلك الشخص القادر على توزيع الأدوار على الإدارة العليا من مديرين، وهو الذي يمكنه بنظرة من عينيه أن يعرف من هو الرجل المناسب للمهمة في جوقة المديرين، بعيدًا عن الموظفين في إداراتهم.. فهل أنت ذلك الشخص؟

إن كنت ذلك الشخص فلا تحلم بالنجاح في مشروعك إن قمت أنت بإدارة عمليات التشغيل، وعليك فورًا أن تتخذ لك معاونين أكفاء ذوي خبرة سابقة لإدارة تلك العمليات.

أما التنفيذي فهو ذلك الإداري القادر بمهارة عالية وبحنكة وحكمة ونجاح في أن يدير مجتمعًا من الموظفين، ويمتلك مهارات المناورة الاجتماعية التي عادةً ما يفتقر إليها الإستراتيجي، وهذا التنفيذي صاحب عين ثاقبة في معرفة الغث من السمين بين موظفيه، وإدارته للوقت عالية، وإنجازه لعدد من المهام اليومية يعتبر معجزة من وجهة نظر الإستراتيجي الذي ينظر إلى تلك المهارات متعجبًا، ويقول في نفسه «كيف يستطيع فعل ذلك».

نعم إنها المقدرة التي يتمنى الإستراتيجي لو أنه يمتلكها، كما أن التنفيذي كثيرًا وليس دائمًا ما يتمنى امتلاك القدرة على التخطيط بعمق ونجاح وريادة كما يفعل الإستراتيجي.

معرفتك لنوعك التجاري في عالم الأعمال خطوة مهمة نحو صناعة يومياتك في مؤسستك، فإن كنتَ جاهلاً بجواب سؤال «من أنا»، فهناك احتمالية كبيرة في أنك ستدور حول أهدافك لوقتٍ طويل دون أن تتمكن من ملامستها ولا حتى لمرة واحدة، ناهيك عن بلوغها، فجواب «من أنا» هو اليوم كما كان بالأمس، وسيظل في المستقبل هو الجواب الإستراتيجي الأول في حياتنا جميعًا.