فيما ساد الهدوء بلدة العوامية التابعة لمحافظة القطيف بعد خطبة الجمعة التي انطلقت في أغلب مساجدها أمس، أكد رجل الدين الشيعي الشيخ حسن الصفار في خطبة الجمعة بمحافظة القطيف إدانته للعنف تحت أي شكل من الأشكال، وذلك في إشارة منه إلى ما وقع في بلدة العوامية من أحداث مؤسفة.

واستنكر الصفار استخدام اللغة الطائفية والتعبئة والتحريض المذهبي التي تلت الأحداث، مطالباً علماء الدين ووسائل الإعلام بالابتعاد عن هذه اللغة المقيتة على حد تعبيره. وأضاف أن استخدام الشغب والعنف أمر مدان ومرفوض، وأن هذا الحدث يمكن أن يكون محوراً لتوحيد المواطنين والتفافهم حول تعزيز الأمن ونبذ العنف، مؤكداً أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لا يعد تدخلاً في خصوصيات الغير، بل هو رفع لمستوى الاهتمام بالسلوك الاجتماعي العام.

أما رجل الدين الشيعي البارز الشيخ منصور السلمان، فأكد عدم المزايدة على الوطن. وقال لـ "الوطن" أمس "إننا لا نزايد على وطننا ولا يهمنا ما تطرحه بعض وسائل الإعلام المغرضة بهدف زرع الفتنة في المجتمع".

وأكد أن الشيعة يسيرون خلف حكمة وزارة الداخلية. وقال إن من أثاروا الفتنة والشغب صدر منهم خطأ، وأن المسؤولين قادرون على احتواء هذا الخطأ ومعالجته.

وفي رسالة وجهها إلى أبناء العوامية، قال: إننا لا نزايد على أبناء الوطن سنة وشيعة، ولابد أن يكون بين أعيننا اللحمة الوطنية، وعلى الجميع ألا يسلموا لأي شيء يفرق هذه اللحمة، خصوصاً وأن هناك من يتصيد في الماء العكر، فلا تفسحوا المجال لأي شخص أن يفرقنا.

وتابع السلمان في حديثه لـ"الوطن" "نحن مع ولاة أمرنا ومع قادة وطننا، وعلى الجميع إغلاق المجال أمام من يرغب في إثارة الفتن وفرقة أبناء وطننا الغالي".

إلى ذلك، قال القاضي في المحكمة الجعفرية بالقطيف محمد الجيراني إن ما قام به مثيرو الشغب في بلدة العوامية يعد خروجاً صريحاً على طاعة ولي الأمر، مشيراً إلى أنهم يأتمرون بأمر غير ولاة الأمر, وأن ما قاموا به ينم عن جهل، وأنهم لم يحظوا بتربية إسلامية سليمة، مؤكداً في ذات السياق، أن الأحداث نتجت عن أشخاص غير مسؤولين ولا يمثلون إلا أنفسهم ولا يعتمد عليهم. واستطرد قائلاً "إن ما حدث لا يعني القطيف وأهلها".

في حين رفض الناشط الحقوقي شرف العلويات ما قام به مثيرو الفتنة في القطيف قائلاً إن ما حدث لا يمكن القبول به تحت أي حجج, مؤكداً أنهم جهلة ومغرر بهم. وقال إن كانت لديهم مطالبات فعليهم أن يتوجهوا بها عبر القنوات الرسمية, لاسيما أن أبواب المسؤولين مفتوحة, مشيراً إلى أن هناك اتصالات مباشرة بين المسؤولين والمواطنين, ولا تتم المطالبات عبر التعدي على ممتلكات الدولة. وأضاف أن الأجهزة الأمنية سيطرت على الوضع في العوامية وهو حق مشروع لها لبسط الأمن في كل شبر من هذه البلاد الغالية. كما أكد أن ما قام به مثيرو الشغب تسبب في أذى نفسي لعقلاء القطيف بأن يخرج من بينهم من يحاول زعزعة استقرار وأمن الوطن.

أما رجل الدين الشيعي حسن النمر، فدعا على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" إلى تجنب العنف الذي اعتبره أمراً مرفوضاً وأن من يقوم به مدان بالمطلق.

بينما قال الشيخ هلال المؤمن في تصريح إلى "الوطن" أمس، إنه لا يوجد مبرر لأحداث الشغب. وأضاف: يحز في نفوسنا ما حدث، داعياً الله سبحانه أن يصلح الأمور، مؤكداً أن الأمن هو المطلب الرئيس لحياة الإنسان ومسألة العبث بالأمن غير مقبولة بتاتاً.

وأشار إلى أنه مهما كان السبب الذي دعا الشباب لأعمال الشغب في بلدة العوامية، فإنه لا يبرر وقوعهم في المحظور والقيام بأعمال تهدد استقرار الأمن، فالواجب عند وجود مطالبات في أمر ما التقدم بها عبر الجهات المسؤولة، ولا يجوز التعبير عن الرأي بالفوضى والاعتداء على الممتلكات الخاصة والعامة وتعطيل حياة الناس بسد الشوارع وغير ذلك. وأضاف أن صغر سن من قاموا بهذه الأحداث جعلهم يتأثرون بمن يماثلهم بالعمر، مشيراً إلى أن هذه الأحداث ستنتهي. وأشاد بدور ولاة الأمر وحرصهم على تلبية مطالب المواطنين باختلاف طوائفهم وفي مختلف المدن والمحافظات، سائلاً المولى أن يدفع البلاء عن الجميع، وأن يديم نعمة الأمن والأمان على الوطن. من جهته، رفض الشيخ عبد الكريم الحبيل في خطبة الجمعة أمس، المساومة على وطنية أهل القطيف وحبهم لبلادهم، مؤكداً ولاء أبناء القطيف لهذه البلاد التي يعيشون فيها ويأكلون من خيراتها. وقال: حدث ما لم نحب أن يحدث ووقع ما لا نحب أن يقع، ما جرى نرفضه رفضاً تاماً، ولا نقبله بتاتاً، ولا نقبل أن تكون المطالبة بالسلاح أو الرصاص، والجميع يرفض ذلك رفضاً باتاً، وفي نفس الوقت نقدر تلك المواقف التي تدخلت من أجل تهدئة الوضع وعدم الإخلال بأمن البلد.

وأضاف "لا نقبل من أحد أن يساومنا على وطنيتنا أو يتهمنا في حبنا وولائنا لهذا الوطن.