هذه الأسئلة تجيب عليها طبيعة خلقنا وطبيعة القانون الكوني، فالإنسان عمره قصير جدا، بالإضافة إلى أن ثلث عمره يقضيه في النوم والثلث الآخر يقضيه بين الطفولة والكهولة، وبالتالي لا يجد الإنسان متسعا من الوقت لاكتشاف كل خفايا هذا العالم لتطوير بيئته ومحيطه ومجتمعه، وهنا يأتي دور الانفتاح على المختلفين من حولنا لنستفيد من خبراتهم ومفاهيمهم ومبادئهم ونظرتهم لهذا العالم.
وكما يقال بالمثال يتضح المقال، لدينا في المملكة بعض القبائل لديها ما يسمى بالعينية أو بالفزعة وهي عبارة عن مبادرة اجتماعية تهدف إلى جمع مبلغ مالي لابنهم المتزوج، مما يسهل عليه تكاليف زواجه، وبالتالي مثل هذه المبادرة تعد جمالا في التلاحم والتكاتف الاجتماعي ونموذجا قد يحتذى به، فالانفتاح على مثل هذا الاختلاف يعزز العمل الاجتماعي بلا أدنى شك.
مثال آخر وهو تمسك الطائفة الشيعية بقضايا يتجاوز عمرها قرونا من الزمن، وبالرغم من الحراك الفكري في أوساط تلك الطائفة والنقد الذي يطال التمسك بهذه القضايا، ألا أنك تجد أغلب أبناء هذه الطائفة متمسكين بتلك القضايا، وهنا قد نستفيد من ثقافتهم في تعزيز قضية الوطن والوطنية بعد دراسة المتخصصين والأساتذة من الجامعات لهذا الاختلاف وتحليله والأخذ بإيجابياته.
من جهة أخرى تقبل الاختلاف في وطنا يعكس صورة جمالية عنا في الخارج ويعد عامل جذب سياحي كبير جدا، خصوصا إذا تمت مقارنة هذا الاختلاف والتعددية بصحن الفواكه، فجميعنا يقدم صحنا من الفواكه لضيوفه، وليس صحناً من فاكهة واحدة، والسبب خلف ذلك هو أن تعدد الفواكه ووجود مختلف الألوان بجانب بعضها في صحن واحد أجمل من تقديم الصحن بلون واحد من الفاكهة.