كما أوضحت الشركة تفاصيل إستراتيجيتها للنمو في أعمالها بقطاع التنقيب والإنتاج، والتي تتضمن الاستمرار في زيادة الطاقة الإنتاجية القصوى المستدامة إلى 13 مليون برميل في اليوم بحلول عام 2027، واحتمال زيادة إنتاج الغاز بأكثر من 50% بحلول عام 2030.
وفي أعمال التكرير والمعالجة والتسويق، تخطط الشركة لتوسيع قدرة تحويل ما يصل إلى 4 ملايين برميل في اليوم من السوائل إلى كيميائيات لخلق قيمة إضافية ومستدامة من برميل النفط. كما تعتزم أرامكو السعودية أيضًا تطوير قدراتها في إنتاج وتصدير الهيدروجين وأن تصبح رائدة عالميًا في احتجاز وتخزين الكربون.
بالإضافة إلى ذلك، تستهدف الشركة الاستثمار في الطاقة المتجددة والحلول الطبيعية الخضراء، حيث تسعى إلى تحقيق طموحها للوصول إلى الحياد الصفري في الانبعاثات الكربونية التي تقع ضمن النطاقين (1 و2) في مرافق أعمالها التي تملكها وتديرها بالكامل بحلول العام 2050، ويتضمن ذلك وصول انبعاثات غاز الميثان في أعمال التنقيب والإنتاج إلى ما يقرب من الصفر بحلول عام 2030.
وفي معرض تعليقه على هذه النتائج، قال رئيس أرامكو السعودية وكبير إدارييها التنفيذيين، المهندس أمين بن حسن الناصر:
"بحمد الله كان العام 2021 متميزًا للغاية بالنسبة لأرامكو السعودية من حيث النتائج المالية والتشغيلية والمبادرات والإنجازات والاستثمار في المستقبل رغم التحديات والظروف الصعبة التي عاشها العالم بسبب جائحة (كوفيد-19). وتبرهن نتائجنا القوية على تركيزنا الثابت على إستراتيجية النمو طويلة الأجل، والتي تستهدف تعزيز القيمة لمساهمينا، وفي الوقت نفسه تؤكد على انضباطنا المالي ومرونتنا في التعامل مع ظروف السوق المتغيرة.
إن النظرة الحالية لسوق النفط تبدو متقلبة، غير أن خططنا الاستثمارية تهدف إلى الاستفادة من الطلب المتزايد على المدى الطويل للحصول على طاقة موثوقة ومستدامة وبأسعار معقولة. ويشمل ذلك زيادة الطاقة الإنتاجية القصوى المستدامة من النفط الخام لدينا، وتنفيذ برنامجنا لتوسيع إنتاج الغاز، والتوسع في أنشطة تحويل السوائل إلى كيميائيات.
"ندرك في أرامكو السعودية أن الاستدامة البيئية وأمن الطاقة أمور بالغة الأهمية، ونواصل استثماراتنا في احتجاز وتخزين الكربون، ومصادر الطاقة المتجددة، وإنتاج الهيدروجين منخفض الكربون، التي تدعم التحول في قطاع الطاقة على مستوى العالم، وتُسهم في تحقيق طموحنا للوصول إلى الحياد الصفري في الانبعاثات الكربونية".
أهم المعلومات المالية
ارتفع صافي دخل أرامكو السعودية بنسبة 124% ليصل إلى 412.4 مليار ريال سعودي (110.0 مليار دولار أمريكي) في عام 2021، في مقابل 183.8 مليار ريال سعودي (49.0 مليار دولار أمريكي) في عام 2020. وهذه الزيادة في صافي الدخل تعكس الارتفاع في أسعار النفط الخام، وهوامش الربح القوية في أعمال التكرير والكيميائيات، وتوحيد النتائج المالية لسابك لعامٍ كامل في القوائم المالية للشركة.
بلغت التدفقات النقدية الحرة* 403.0 مليار ريال سعودي (107.5 مليار دولار أمريكي) في عام 2021، مقارنةً بـمبلغ قدره 184.3 مليار ريال سعودي (49.1 مليار دولار أمريكي) في عام 2020.
وتواصل الشركة المحافظة على مركزٍ مالي قوي، حيث كانت مديونيتها بنهاية عام 2021 بنسبة 14.2% مقارنةً بـ 23% في نهاية عام 2020.
وأعلنت الشركة توزيعات أرباح نقدية على المساهمين عن الربع الرابع من عام 2021 بقيمة 70.3 مليار ريال سعودي (18.8 مليار دولار أمريكي)، بالإضافة إلى توصية مجلس الإدارة برسملة 15 مليار ريال سعودي (4 مليارات دولار أمريكي) من الأرباح المُبقاة ومَنْح سهم لكل عشرة أسهم، في حال الحصول على الموافقات التنظيمية المطلوبة وموافقة الجمعية العامة غير العادية على إصدار وتوزيع هذه الأسهم. وبذلك يكون مجموع توزيعات الأرباح النقدية للسنة المالية 2021 بقيمة 281 مليار ريال سعودي (75 مليار دولار أمريكي)، إضافة إلى منح الأسهم. ويأتي ذلك ضمن أهداف الشركة لتعظيم إجمالي العوائد للمساهمين عن طريق توزيع أرباح مستدامة ومتزايدة بما يتماشى مع التطلعات المستقبلية والنمو في التدفق النقدي الحر، وخلق قيمة أعلى على المدى البعيد عن طريق الاستثمار في العديد من الفرص المتاحة للشركة.
أما النفقات الرأسمالية في عام 2021، فقد بلغت 119.6 مليار ريال سعودي (31.9 مليار دولار أمريكي)، بزيادة قدرها 18% عن عام 2020، ويُعزى ذلك إلى نمو الأنشطة المتعلقة بمشاريع زيادة إنتاج النفط الخام، ومعمل غاز تناقيب، وبرامج الحفر التطويرية. وتتوقع أرامكو السعودية أن تبلغ النفقات الرأسمالية لعام 2022 حوالي 150-187.5 مليار ريال سعودي (40-50 مليار دولار أمريكي). مع مزيد من النمو المتوقع حتى منتصف العقد الحالي تقريبًا. وذلك ينسجم مع إيمان الشركة بالحاجة إلى استثمارات جديدة كبيرة لتلبية الطلب المتنامي، في ظل التراجع الذي تشهده الاستثمارات في قطاع الطاقة على نطاقٍ واسع في العالم.
وعلى ضوء التقدم الذي تحقق في برنامج تحسين محفظة الأعمال في الشركة، وقعت أرامكو السعودية في ديسمبر، صفقة استئجار وإعادة تأجير لشبكة خطوط أنابيب الغاز التابعة لها مع ائتلاف مستثمرين، بقيادة بلاك روك للأصول الثابتة ("بلاك روك") وشركة حصانة الاستثمارية ("حصانة"). وقد تمت الصفقة في فبراير 2022 وحصل ائتلاف الشركات على حصة 49% في شركة أرامكو لإمداد الغاز، وهي شركة تابعة لأرامكو السعودية تأسست حديثًا، حيث تلقت أرامكو السعودية متحصلات مسبقة بلغت 15.5 مليار دولار أمريكي (بما يعادل 58.1 مليار ريال سعودي).
وفي وقت سابق من العام الماضي، أنجزت أرامكو السعودية صفقة مماثلة لشبكة خطوط أنابيب النفط التابعة لها مع ائتلاف دولي آخر من المستثمرين، يضم كلٌّ من إي آي جي وشركة مبادلة للاستثمار. وقد حصل الائتلاف على حصة تبلغ 49% في شركة أرامكو لإمداد الزيت الخام، وهي شركة تابعة لأرامكو السعودية، مقابل 12.4 مليار دولار أمريكي (بما يعادل 46.5 مليار ريال سعودي).
بالإضافة إلى ذلك، وقعت شركة جيزان المتكاملة لتحويل الغاز وللطاقة، وهي مشروع مشترك بين شركة أرامكو السعودية للطاقة (سابكو)، وشركة أير برودكتس وشركة أكوا باور وشركة إير برودكتس قدرة، على خطة تمويل لمحطة جازان للكهرباء العاملة بتقنية التغويز والدورة المركبة المتكاملة بقيمة 11.8 مليار دولار أمريكي (بما يعادل 44.2 مليار ريال سعودي)، ووحدة فصل الهواء وبعض الموجودات الفرعية من أرامكو السعودية الواقعة في مدينة جازان الاقتصادية.
كما أصدرت أرامكو السعودية ثلاث شرائح من الصكوك بالدولار الأمريكي المتوافقة مع أحكام الشريعة الإسلامية بقيمة 22.5 مليار ريال سعودي (6 مليارات دولار أمريكي) في الربع الثاني من عام 2021، في إطار سعيها لتوسيع وتنويع رأس المال. وكان ذلك أكبر إصدار في العالم لصكوك مقومة بالدولار الأمريكي.
أهم المعلومات التشغيلية
في عام 2021، بلغ متوسط إنتاج أرامكو السعودية من المواد الهيدروكربونية 12.3 مليون برميل مكافئ نفطي في اليوم، منها 9.2 مليون برميل في اليوم من النفط الخام. ويواصل قطاع التنقيب والإنتاج تنفيذ خطط النمو الرامية إلى تعزيز إنتاجية مكامن المملكة على المدى الطويل، ويمضي قدمًا في تنفيذ توجيهات الحكومة بزيادة الطاقة الإنتاجية القصوى المستدامة إلى 13 مليون برميل في اليوم بحلول عام 2027.
وخلال العام، نجحت الشركة في إنجاز وربط مشروعي زيادة إنتاج النفط الخام من عين دار وفزران، كما استمرت أعمال البناء ضمن برنامج زيادة الإنتاج في حقلي مرجان والبري.
وواصلت أرامكو السعودية سجلها القوي في موثوقية الإمدادات، من خلال تسليم النفط الخام والمنتجات الأخرى، بموثوقية عالية بلغت 99.9% في عام 2021، على الرغم من التحديات التي سببتها جائحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19). وتكون هذه هي السنة الثانية على التوالي التي تحقق فيها أرامكو السعودية هذا المستوى من الموثوقية.
وكانت أرامكو السعودية قد بدأت في نوفمبر أعمال التطوير في حقل الجافورة الضخم للغاز غير التقليدي - أكبر حقل للغاز غير المصاحب في المملكة العربية السعودية. ومن المتوقع أن يبلغ معدل الإنتاج المستدام من الغاز ملياري قدم مكعبة قياسية في اليوم من الغاز الطبيعي بحلول عام 2030.
كما أحرزت الشركة تقدمًا في توسيع أعمالها في قطاع التكرير والمعالجة والتسويق، بما في ذلك بدء التشغيل الناجح لمصفاة جازان، التي تبلغ طاقتها الإنتاجية 400 ألف برميل في اليوم.
وفي إبريل، نقلت أرامكو السعودية مسؤولية تسويق وبيع عددٍ من المواد البتروكيميائية والبوليمرات إلى سابك، في خطوة باتت فيها سابك ذراع المواد الكيميائية الأولية وعضوًا أساسًا في مجموعة أرامكو السعودية. كما نقلت أرامكو السعودية مسؤولية شراء وإعادة بيع عدد من منتجات سابك إلى شركة أرامكو للتجارة.
وفي أكتوبر، أطلقت أرامكو السعودية وشركة توتال إنيرجيز، أولى محطات خدمة بيع الوقود بالتجزئة في المملكة، مع خطط لتطوير شبكة تضم أكثر من 200 محطة خدمة وتوسيع نطاق خدمات البيع بالتجزئة ذات الجودة العالية. وأعلنت أرامكو السعودية في ديسمبر عن دخولها لسوق زيوت التشحيم المحلية في المملكة العربية السعودية، من خلال طرح خطٍّ جديدٍ من منتجات زيوت التشحيم الخاصة بالسيارات للمستهلكين تحت العلامة التجارية أورايزن®️.
كما أعلنت أرامكو السعودية أيضًا عن طموحها في تحقيق الحياد الصفري في الانبعاثات الكربونية التي تقع ضمن النطاقين (1 و2) في مرافق أعمالها التي تملكها وتديرها بالكامل بحلول عام 2050. ويعزز هذا الطموح أهداف الشركة طويلة الأجل التي تطبقها في مجال الاستدامة، حيث تتمتع بسجلٍ ضمن الأقل في كثافة الانبعاثات الكربونية الصادرة عنها في أعمال التنقيب والإنتاج بقطاع الطاقة.
أرامكو السعودية هي أيضًا من بين الموقّعين على المبادرة الرامية إلى الحد من انبعاثات غاز الميثان. وهي مبادرة شركات النفط والغاز بشأن المناخ، التي تتضمن السعي للوصول إلى انبعاثات قريبة من الصفر لغاز الميثان في أعمال إنتاج النفط والغاز وذلك بحلول عام 2030. وسيتضمن تقرير أرامكو السعودية للاستدامة، الذي سيصدر في الربع الثاني من هذا العام، مزيدًا من التفاصيل في هذا الشأن.
وفي أغسطس، أعلنت أرامكو السعودية عن امتلاكها، من خلال شركتها المملوكة لها بالكامل شركة أرامكو السعودية للطاقة، حصة تبلغ 30% في مشروع سدير للطاقة الشمسية بقدرة 1500 ميغاواط. وسيكون هذا المشروع واحدًا من أكبر محطات الطاقة الشمسية من نوعها في العالم.
وأعلنت أرامكو السعودية أيضًا عن توسعة كبيرة لبرنامج الاستثمارات الصناعية "نماءات أرامكو"، والذي يهدف إلى الاستفادة من الفرص الواسعة المتاحة في المملكة لخلق قيمة جديدة ودفع عجلة النمو والتنوع الاقتصادي.