(ع) تعامل مع الحدث بعقلانية ورأى أن هذا الازدحام فيه خير، وسيمنحه فرصة سماع درس في التفسير للشيخ محمد بن عثيمين - رحمه الله - كان قد استمع له ولم يكمله بسبب انشغاله؛ أي أن النتيجة إيجابية تجاه هذا الحدث «الازدحام الشديد».
بينما الأنموذج (ق) جعل فكرة الازدحام مسيطرة على فكره طوال سيره في الطريق؛ مما زاد توتره فبدأ يطلق لسانه على سائقي السيارات، فأدى هذا التصرف غير العقلاني إلى الاشتباك بالأيدي، ولولا لطف الله، وتدخل أحد العقلاء وفض النزاع؛ لحصل ما لا تحمد عواقبه.
هذا الموقف يجسد نظرية مشهوره في علم النفس للعالم ألبرت إليس اسمها نظرية ABC، حيث A تعني الحدث، وB تعني ردة الفعل، وC تعني النتيجة. فالحدث A ليس له ذنب في النتيجة «C» أو السلوك الناتج عن الحدث؛ إنما المسؤول الحقيقي هو B وهي الأفكار التي تتعامل مع الحدث؛ فإن كانت إيجابية كانت النتيجة بلا أدنى شك إيجابية، وإن كانت أفكاراً سلبية فالنتيجة ستكون لا محالة سلبية، وبناءً على ذلك نقول إن المتهم البريء هو A فالحدث لاعلاقة له بالنتيجة C.
فلنكن إيجابيين مع المواقف والأحداث التي نتعرض لها؛ لنضمن نتيجة إيجابية تسهم في بناء السعادة بمشيئة الله.