تشكل الألعاب الإلكترونية هاجسًا لدى مؤسسات التنشئة الاجتماعية لما تمثله من آثار سلبية على النشء والشباب الذين يستخدمونها على مدار الساعة ويتركون عقولهم فريسة لها، فقد انتشرت في الآونة الأخيرة ألعاب إلكترونية وأخرى في الهواتف الذكية في المجتمعات العربية والخليجية، فلا يكاد يخلو بيت من هذه الألعاب التي تطالب اللاعبين بمعلومات شخصية، بل باتت تشكل جزءًا لا يتجزأ من حياة الأبناء الكبار منهم والصغار، ناهيك عن قيام بعض الآباء والأمهات بشرائها وجلبها لأبنائهم بغرض المتعة والتسلية، متجاهلين بذلك مدى خطورة هذه الألعاب بالنسبة لأبنائهم، بالرغم من تقديم الجهات المختصة تحذيرات شديدة حيال هذه الألعاب، خاصة تلك التي تقوم بالتحري عن هوية الشخص وموقعه، ما يُعتبر انتهاكًا لخصوصية اللاعبين المشاركين في هذه الألعاب الإلكترونية، فإنها لا تزال متاحة وتحصد يوميًّا المزيد من المهتمين بها. وأصبح مصنعو ومنتجو الألعاب الإلكترونية يستخدمون هذه الألعاب الخطرة، بغية التجسس على حياة الناس ومواقعهم، وما يكون من أمور خاصة تتعلق بحياتهم ومستقبلهم.
فاللاعبون يلهثون وراء هذا النوع من الألعاب التي أضحت هاجس البعض في حياته اليومية، ولقد رأينا وسمعنا في الفترة الأخيرة ظهور حالات عدة بسب هذه الألعاب منها الجنون والاعتداء والسرقة من خلال الألعاب الإلكترونية التي تنشر السلوكيات الخاطئة والمقلقة بين أفراد المجتمع حول العالم، فقد لقي أحد اللاعبين مصرعه بسبب اقتنائه لعبة الحوت الأزرق في إحدى الدول الأجنبية.
ولابد من الأسر مراقبة الأطفال ووضع حدٍ لهذه الألعاب التي تهدد العقول وتربي النشء على أخلاقيات خاطئة قد تهدد حياتهم ومستقبلهم، ويمكن الاستبدال بتطبيقات إيجابية التي تهتم بتنمية العقول وتغذي الحصيلة المعرفية.