تفاعلت "الوطن" مع تأكيد الرئيس العام لرعاية الشباب الأمير نواف بن فيصل أنه "لا يمكن أن تتطور رياضتنا وهي بإدارة غير متفرغة" خلال تجاذبه أطراف الحديث في صفحته بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، وفتحت باب الأسئلة أمام عدد من المسؤولين المعنيين للوقوف على ضرورة تفرغ العاملين في الأندية من عدمها، خصوصاً الأندية المليئة بالكوادر والكفاءات الإدارية القادرة على إحداث نقلة كبيرة فيها.

ويرى رئيس لجنة الخصخصة بالاتحاد السعودي لكرة القدم عضو شرف نادي الهلال الأمير عبدالله بن مساعد ضرورة التفريغ، حيث قال" إذا لم يكن هناك تفرغ للكوادر التي تعمل في الأندية، فسيكون من الصعب أن يتطور مستواها وهذه هي إحدى مزايا التخصيص الذي سيجلب الكفاءات الوطنية القادرة على جلب الكوادر الوطنية المؤهلة القادرة على إدارة شؤون الأندية بطريقة محترفة، وبالتالي سيرتفع مستوى الأداء الذي بدوره سينعكس على مستوى الرياضة بشكل عام".

وأضاف" التخصيص هو الطريق الأمثل لتطوير الرياضة السعودية، حيث إنه لن يسهم فقط في حل مشكلة التمويل، بل سيؤدي إلى ما هو أهم من ذلك، وهو رفع مستوى الرياضة السعودية، لأن المحك المالي الذي سيأتي مع التخصيص سيقود إلى جلب الكفاءات الإدارية للأندية وتقييمها ومحاسبتها باستمرار من قبل ملاك الأندية مما سيزيد من احترافية الرياضة السعودية".

واستطرد "أن المحك المالي وإدارة الرياضة على أسس تجارية وبواسطة كفاءات إدارية محترفة سيؤديان إلى تحويل الرياضة السعودية إلى صناعة ذات قيمة مالية كبيرة تفيد كثيرا من أبناء المملكة، وتسهم بشكل إيجابي في نمو الاقتصاد الوطني".

ويتفق مع الأمير عبدالله بن مساعد، رئيس نادي الاتحاد محمد بن داخل الجهني، حيث يقول الأخير" وجود جهاز إداري متفرغ لهذه الأندية يطور الرياضة السعودية".

وقال "العاملون في إدارات الأندية غير ملتزمين بأعمالهم، ومن غير المعقول أن يبادروا بالالتزام وهم متطوعون ويحملون مسؤولية إدارة أعمال أخرى خاصة بهم، وعليه فإننا لا نملك الصلاحية لمطالبتهم بالأعباء الأساسية حتى نطلب منهم أكثر من ذلك أو نكلفهم بما نريد".

وأضاف" المسؤول في النادي يضطر إلى السفر لأسابيع عدة تصل إلى شهر كامل لظرف خاص به، ولا نستطيع محاسبته، ونأمل أن يكون متفرغاً حتى نستطيع تقييم عمله، ونتمنى أن يكون هناك تفرغ في الوظائف الإدارية التي لا تحتمل الغياب مثل أمين عام النادي أو أمين الصندوق".

وتابع" لا بد أن نعي أن الشخص غير المتفرغ لا يمكن أن يعمل ويفكر ويطور ويتابع لضيق الوقت، لهذا أجد ضرورة تفرغ معظم الوظائف في النادي".

ويرى بن داخل أن الإدارات المكلفة لا تستطيع أن تقدم شيئاً لأنها موقتة وبالتالي يصعب عليها التخطيط للمستقبل، مما يؤثر سلباً على النادي.

واقترح أن يكون رئيس النادي متفرغاً بالكامل لكي يستطيع القيام بالتخطيط وتطوير ناديه.

بدوره، أكد رئيس نادي الفيصلي فهد المدلج أهمية التفرغ الإداري بالنادي، وقال "أعمل موظفاً حكومياً في وزارة الصحة بجانب رئاستي للنادي، وأعترف أن الجمع بين العملين يجعلني مقصراً في النادي، حيث إنني أمكث في دوام وظيفي تسع ساعات تجعلني منهكاً بقية اليوم، ويتسبب هذا الإرهاق في عدم حضوري لاجتماعات مهمة قد تحدث تعديلات في مسيرة النادي، وعندما أكون في إجازة من العمل ألاحظ أنني أقدم إنتاجاً رائعاً لصالح النادي".

وأضاف "مازلنا في حاجة إلى سيولة مالية للوفاء بالتزامات عقود اللاعبين ورواتبهم، لأن ما يحدث حاليا هو السحب من الحسابات الخاصة لأعضاء الشرف حيث إن إعانات الدولة قلصت بشكل كبير منذ 1413 وأصبحت مقطوعة تتراوح بين 85 و120 ألف ريال".

وطالب المدلج بإحداث نقلة في فصل الأندية عن الجهاز الحكومي، لكي يتحول النادي إلى مؤسسة أو شركة له إيراداته وبالتالي تستثمر هذه السيولة النقدية في جلب كوادر إدارية بعقود ورواتب جيدة ومنتظمة ويكون للنادي أسهم وعقارات.

وتساءل"ما الذي يمنع أن يكون للرئيس أسهم ومرتب شهري وكذلك للمحامي والمحاسب وأمين الصندوق والأمين العام؟، ففي مصر مثلاً نجد أن النادي تعود ملكيته إلى شركة أو مصنع ذي إنتاجية عالية".

وكشف المدلج أنه قدم خطة استراتيجية متكاملة إلى هيئة زين للمحترفين عن ناديه لها أهدافها ورؤيتها وإيراداته بطلب من الوفد الآسيوي الذي زار السعودية مؤخراً من أجل التأكد من مدى قدرة الأندية السعودية من القيام بذاتها لبناء قاعدة احترافية سليمة.