وإذا خرجنا من الجانب التنظيري إلى أمثلة واقعية تفسر ما اصطلح عليه روبنسون في تعريف التغيير، وذلك بتناول مفرداته في ضوء إستراتيجية برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث، الذي يشكل مرحلة جديدة للتحرك إلى مستقبل أكثر كفاءة وفاعلية، فإننا نجده من خلال ثلاث ركائز أساسية، تتمثل في: أولاً: التركيز على التوعية والإعداد للمبتعثين، وذلك بالحرص تأهيلهم، من خلال التوجيه والتخطيط المبكر لرحلتهم العلمية والعملية في الجامعات الدولية، وفق المجالات المختلفة.
ثانيًا: تطوير مسارات وبرامج الابتعاث، من أجل تعزيز تنافسية المملكة العربية السعودية محليًا وعالميًا، وذلك بتحديد المسارات التي يحتاجها سوق العمل على المستويين المحلي والعالمي، وتحديد أفضل المؤسسات التعليمية، وفق التصنيفات العالمية، التي تؤهل المبتعثين في المسارات المحددة، لتلبي تلك الاحتياجات.
ثالثًا: المتابعة والرعاية اللاحقة للمبتعثين عبر الإرشاد وتطوير الخدمات المقدمة إليهم، من أجل تعزيز جاهزيتهم للانخراط في سوق العمل، أو المؤسسات البحثية داخل وخارج المملكة العربية السعودية. وفي إطار استمرار جهود دولتنا الحبيبة لتحقيق التغيير، من خلال تنمية الكادر البشري، والرفع من جاهزية المواطن، من أجل الاستعداد للمستقبل، وتعزيز منافستهم على المستوى العالمي.
تضمنت إستراتيجية الابتعاث أربعة مسارات، وهي:
1- مسار «الرواد»: ويتضمن ابتعاث الطلاب إلى أفضل 30 مؤسسة تعليمية في العالم وفق تصنيفات الجامعات المعتمدة عالميًا في مختلف التخصصات».
2- مسار «البحث والتطوير»: المخصص لابتعاث طلاب الدراسات العُليا إلى أفضل المعاهد والجامعات حول العالم لاستهداف التأهيل والتمكين؛ لتخريج علماء المستقبل.
3- مسار «إمداد»: ويستهدف تلبية احتياجات سوق العمل في تخصصات محددة، يجري تحديثها بصورة دورية عبر الابتعاث إلى أفضل 200 جامعة، من أجل ضمان تزويد سوق العمل بالكفاءات المطلوبة.
4- مسار «واعد»: الذي يستهدف ابتعاث الطلاب بالمجالات الواعدة وفق المتطلبات الوطنية للمشاريع الكبرى والقطاعات الواعدة.
ويأتي إطلاق هذه الإستراتيجية للبرنامج، استكمالاً لجهود قيادتنا الرشيدة في تنمية القدرات البشرية ساعية بذلك إلى تحقيق مستهدفات رؤية 2030.