في استئناف لتجارب الأسلحة أطلقت كوريا الشمالية صاروخًا باليستيا أمس، وكان إطلاق الصاروخ الثامن من نوعه هذا العام.

وقال بعض الخبراء إن كوريا الشمالية تحاول تحسين تكنولوجيا أسلحتها والضغط على الولايات المتحدة لتقديم تنازلات مثل تخفيف العقوبات وسط محادثات نزع السلاح المتوقفة منذ فترة طويلة.

ونددت القيادة الأمريكية في منطقة المحيطين الهندي والهادئ بعملية الإطلاق ودعت كوريا الشمالية إلى الامتناع عن المزيد من الأعمال المزعزعة للاستقرار. وقال بيان إن التزام الولايات المتحدة بالدفاع عن كوريا الجنوبية واليابان «لا يزال صارمًا»، على الرغم من أن الإطلاق يوم الأحد لم يشكل تهديدًا مباشرًا لأراضي الولايات المتحدة وأراضي حلفائها.


قلق واسع

وقال وزير الدفاع الياباني نوبو كيشي إن الصاروخ الكوري الشمالي طار حوالي 300 كيلومتر (190 ميلا) على ارتفاع أقصى يبلغ حوالي 600 كيلومتر (370 ميلا) قبل أن يهبط قبالة الساحل الشرقي لكوريا الشمالية، وخارج المنطقة الاقتصادية الخالصة لليابان. وقال إنه لم ترد أنباء عن وقوع أضرار بالسفن أو الطائرات.

وقال للصحفيين «إذا كانت كوريا الشمالية قد نفذت عمدا إطلاق صاروخ، فإن مثل هذا العمل لا يغتفر إطلاقا». «مهما كانت الدوافع، فإن إطلاق كوريا الشمالية المتكرر للصواريخ لا يمكن تبريره على الإطلاق ولا يمكننا التغاضي عن التقدم الكبير في الصواريخ والنووي».

وقال مسؤولون كوريون جنوبيون إنهم رصدوا عملية الإطلاق من منطقة العاصمة الشمالية وأعربوا عن «قلقهم العميق وأسفهم البالغ» بشأنه.

رقم قياسي

وأجرت كوريا الشمالية الشهر الماضي سبع جولات من اختبارات الصواريخ، وهو رقم قياسي لعمليات الإطلاق الشهرية منذ تولي الزعيم كيم جونغ أون السلطة في أواخر عام 2011.

وأوقفت كوريا الشمالية نشاط الاختبار بعد بدء الألعاب الأولمبية الشتوية في الصين، حليفها الرئيسي الأخير، وخط الأنابيب الاقتصادي، مسبقا في هذا الشهر. وتوقع بعض الخبراء أنها ستستأنف عمليات الإطلاق وربما تختبر أسلحة أكبر.

وأرسل كيم رسالة إلى الرئيس الصيني شي جين بينغ بعد الألعاب الأولمبية تدعو إلى تعزيز العلاقات الثنائية «في العلاقات التي لا تُقهر» في مواجهة ما أسماه «السياسة العدائية المكشوفة والتهديد العسكري للولايات المتحدة والقوات التابعة لها».

ورد شي على كيم الأسبوع الماضي، قائلا إن الصين مستعدة لتعزيز العلاقات، وفقا لوسائل الإعلام الحكومية في كوريا الشمالية.

كانت الدبلوماسية التي تقودها الولايات المتحدة تهدف إلى إقناع كوريا الشمالية بالتخلي عن برنامجها النووي مقابل مكافآت اقتصادية وسياسية انهارت في أوائل عام 2019 عندما رفض الرئيس آنذاك دونالد ترمب دعوات كيم لتخفيف العقوبات على نطاق واسع، مقابل خطوات محدودة لنزع السلاح النووي خلال قمتهم الثانية في فيتنام.

ومنذ ذلك الحين دعا المسؤولون الأمريكيون مرارًا وتكرارًا إلى استئناف المحادثات دون شروط مسبقة، لكن بيونج يانج قالت إنها لن تعود إلى طاولة المفاوضات ما لم تنهِ واشنطن عداءها.