أكد الثوار الليبيون أن قواتهم تسيطر الآن على معظم المناطق الهامة والحساسة في سرت، مشيرة إلى أن المدينة ستخضع لسيطرتها الكاملة خلال يومين. وقال القائد المحلي عادل الحاسي "أكثر من نصف المدينة يخضع الآن لسيطرة الثوار... وخلال يومين ستكون سرت حرة بإذن الله". ويلقي الكثير من أبناء سرت مسقط رأس الزعيم المخلوع القذافي باللائمة على حكام ليبيا الجدد وحلفائهم الغربيين في القتل والدمار الذي حل بمدينتهم من جراء أسابيع من القتال. وتحجم الغالبية عن التحدث بصراحة عن انتماءاتها خوفا من اعتبارهم أعضاء طابور خامس موال للقذافي. لكن غضبهم وشعورهم بالمرارة واضح.

وقال ساكن عرف نفسه باسم الفاتوري وكان يقف أمام منزله على مشارف سرت "هذه الدولة قامت على رجل واحد. إذا انتهى فليبيا ستنتهي". وأضاف "القذافي مثل إطار الصورة. حين يتضرر جزء من الإطار تدمر الصورة بالكامل. ليبيا ستدمر".

وتمثل سرت أصعب اختبار لقدرة الحكومة المؤقتة على كسب تأييد القبيلة التي ينتمي لها القذافي ومنعها من شن حركة تزعزع استقرار ليبيا والمنطقة. وفي حين أن معظم المدن التي سيطر عليها الثوار احتفلت أو على الأقل أعطت هذا الانطباع، فإن سرت مختلفة لأن قبيلة القذافي التي تدعمه بقوة تعيش بها. وقال الفاتوري "ليبحثوا عن معمر لكن لا تقتلوا 50 ألفا لتغيروا النظام... الأمر لا يستحق سقوط آلاف القتلى في سرت من أجل معمر. هذا ما يحزننا". وأفاد مقيم آخر إن قوات المجلس "كانت تبدأ يومها بقصفنا وتنهيه بقصفنا. الأطفال كانوا يسمعون القصف مثل الموسيقى". وتقول قوات المجلس إنها تقوم بتوغل أخير للسيطرة على سرت بعد أن توقفت حتى تسمح للمدنيين بالمغادرة. ويقول الثوار إنهم يعاملون السكان الفارين جيدا ويعطونهم الطعام والماء ولا يعتقلون إلا من يشتبهون أنهم من مقاتلي القذافي. وقال العديد من المقيمين إن هذا غير صحيح. وذكر باسم (23 عاما) "لا وجود لكتائب القذافي إنهم متطوعون في الداخل". ويخشى الكثير من السكان من أن ينتقم الثوار من سرت لصلاتها بالقذافي الذي حولها من قرية تعيش على الصيد إلى مدينة يسكنها 100 ألف نسمة تستضيف أحداثا تنظمها الدولة.

وبعد السيطرة على بلدة قصر أبو هادي، مسقط رأس القذافي التي كانت تنعم في عهده بمزايا غير مسموح بها لباقي البلاد، يرى مئات من الثوار خاصة القادمين من مدينة مصراتة أن ساعة الانتقام قد حانت. وفي هذه البلدة ذات المساكن الفاخرة المحاطة بأسوار أسمنية والحقول المليئة بخزانات المياه والمصابيح التي تنير كل الطريق السريع المزدوج المؤدي إليها تعرض الكثير من المباني للنهب والتخريب. وتتوقف سيارة جيب رباعية الدفع ينزل منها مسلحون يقومون فورا وبلا تورع باقتحام المنازل حيث ينهبون كل ما تقع عليه أيديهم ولا يترددون في إحراق بعض المباني الأخرى غير مبالين على الإطلاق بوجود صحفيين.