يتعدد دور المرأة في المنزل بدءا من إعداد الوجبات الغذائية وتدوين احتياجات المطبخ والمستلزمات الأخرى وصولًا إلى معرفة النواقص وتقدير الكمية المحتاج إليها، وذلك ما يجعلها الأجدر على تحديد ما يستلزمه بيتها من احتياجات من الغذاء وغيره، ومن هنا برز السؤال عما إن كانت هي الأنسب لتولي ميزانية المنزل وتحديد أولوياته؟

الاقتصاد الأسري

كشف المحاضر في تخطيط التعليم واقتصادياته، الدكتور بدر البدراني، أن الاقتصاد الأسري بمجالاته المختلفة من تغذية وملابس وإدارة منزل ورعاية للطفولة يعتبر هو نواة المجتمع، حيث إن من أهم أهدافه تربية الطفل والمرأة والأسرة مجتمعة تربية جيدة ومتوفقة ومثالية، ومما لا شك فيه أن له علاقات كبيرة بالاقتصاد الوطني وذلك أن تعلم الفرد مثلًا طرق تصنيع الأطعمة وحفظها يساعد على ارتفاع دخل الأسرة، وبالتالي زيادة الدخل الوطني.


خطة للميزانية

وأضاف البدراني «من هنا تأتي أهمية وضع خطة لميزانية الأسرة: وينبغي أن يشترك جميع أفرادها في إدارة شؤونها، فمرحلة التخطيط أهم المراحل التي ينبغي إشراك أفراد العائلة فيها؛ لمناقشة المشكلات المتوقعة والرغبات المطلوبة والمفاضلة بين الأهداف المطروحة على ضوء الموارد المتاحة. إن في ذلك - إلى جانب الفوائد الاقتصادية العديدة - تقوية للروابط الأسرية، وتكوين شخصيات فردية ذات مسؤولية عالية وذات تخطيط وتفكير سديد.

تحديد الأجدر

فيما كشفت أحلام سالم من الأسر المنتجة أن المدن والمحافظات تدخل في تحديد الأجدر، مشيرة إلى أن «المرأة في المدن تكون أكثر انطلاقا لتوفر المولات والسيدات العاملات، حيث يدخل بين الأحاديث اليومية الاقتصاد وتحديد الأسعار وأماكن التخفيضات، وعندها تكون جديرة بمسك الميزانية. بخلاف المناطق التي تكون الحياة الخارجية منصبه على عاتق الرجل، لذا من الطبيعي أن تكون المرأة جاهلة بالأسعار والجدولة وتحتاج إلى عدة محاولات».

المصروف الشهري

خصص رب الأسرة محمد اليامي، الميزانية بالرجل، وبالأخص إذا كانت الزوجة غير موظفة، عندها لن تقدر قيمة المال المتعوب عليه طيلة الشهر. وأضاف «عن تجربة تم إنهاء المصروف المخصص للغذاء الشهري خلال يوم واحد لشراء كماليات وتجاهل الضروريات».

ومن جهتها، قالت أسماء اليامي «التبذير وقلة التدبير لا يخص جنس دون الآخر، إذا استطاع الطرفين تحديد المبذر بينهم يتم استبعاده. وأجد المرأة هي الأقدر لمعرفة احتياجات المنزل وتحديد الأولوية، وبالأخص في الوقت الحالي فهي تستطيع القيادة وتحديد الأماكن المناسبة وتتبع الخصومات ومعرفة الأسعار، ومع الممارسة تصبح الأفضل دون منازع، وهذا ما عزز ثقتي بنفسي وساعد على رفع حمل عن الزوج ولو كان بسيط إلا أنه يأخذ كثيرًا من الوقت».

عاطفة وأمثال

ويقول خالد صالح أنه يقوم بالمتطلبات المنزلية بنفسه لقلة وعي المرأة لكونها حديثة على السوق والتجارة، وهناك من يستغل بساطتها وثقتها بالمحاسب وعدم مراجعتها للفواتير، ناهيك عن عاطفتها أمام احتياجات الأطفال التي لا تكون في مصلحة الطفل ولا الميزانية.

تحديد المصروفات

أكد فيصل حمد اليامي أن «المثل القائل (انفق ما في الجيب يأتيك ما في الغيب) كانت حقيقة لأصحاب المزارع والرعي التي تتدخل الطبيعة بشكل مباشر عليها، أما الزمن الحاضر الموظف يعلم راتبه المحدد له، وعليه يجب ان يجدول كل المصروفات ولو كانت المغريات الغذائية كثيرة مع ارتفاع الأسعار، فتقسيم الميزانية بين الزوجين صعب لتشتيت المصروف، وأجد أن الزوج الأجدر لتفادي المشاحنات الأسرية بين الطرفين».

خطة اقتصادية

يقول محمد خميس «خطتي مع زوجتي، كالتالي: اعطيها مصروف المنزل بحيث يكون الزائد لها، لتبحث وتفكر قبل الشراء، وأجد نفسي مع هذه الفكرة المستفيد الأكبر. وأخذت زمام الأمر منذ بداية وسائل التواصل، حيث عرفت الأسعار بشكل أكبر بالإضافة إلى توصيل الأسواق الغذائية للمنازل، لذلك أرى الأمر خرج عن الأجدر المتعارف عليه، وعلى رب الأسرة تحديد نقاط الضعف والقوة وعندها يضع الخطة المناسبة».

دراسة السوق

أكد الدكتور البدراني أن أهم خطوات دراسة ميزانية الأسرة وكفاءة الإنفاق فيها ما يعرف بعملية دراسة السوق: حيث تتم دراسة السوق بغية التعرف على نوع المنتج المناسب لفئات المستهلكين ويعد هذا المدخل مدخلًا علميًا لازمًا لاتخاذ القرارات السليمة المتعلقة بالإنتاج والاستثمار.

وفي ضوء التخطيط ودراسة السوق تأتي عملية الشراء: وليست عملية سهلة، كما يظن بعض الناس، بل تحتاج إلى تفكير ودراية. حيث أن الإجابة على أسئلة مثل: كم من النقود مع الأسرة معدة للشراء؟ وما نوعية الأطعمة التي تشترى؟ ومن أي الأماكن تشترى الاحتياجات؟ وكيف تخزن هذه الأطعمة؟!.. إن هذه القرارات تؤثر على أفراد الأسرة؛ لذا لا بد من التفكير العميق والخبرة والمقارنة بين الأثمان والأنواع؛ ليكون قرار الشراء صائبًا حكيمًا.

وخارج عملية التخطيط تأتي أحيانًا ظاهرة الطفل والنقود: فإن تجربة الطفل الأولى مع النقود يمكن أن يكون لها أثر انفعالي عميق، ومن الحكمة تدريبه في سن مبكرة من حياته، فالطفل بطبيعته مفطور على الجمع والتملك والادخار حسب بيئته الاجتماعية.

من هو المستهلك الرشيد؟

- يراعي مبدأ الرشد والعقلانية والاعتدال في احتياجاته اليومية، واستخدامه للكهرباء والمياه؛ حماية لنفسه ولأسرته.

- يحدد الوقت والمكان والسعر المناسب والحاجة المطلوبة عند اتخاذ قرارات الشراء والاستهلاك.

- لا ينساق خلف الإسراف والتبذير، ولا خلف البخل والتقطير.