يعد فن المكرمية أحد أشكال صناعة النسيج، وكانت بدايته قبل عدة قرون عن طريق البحارة المسلمين الذين كانوا يصنعون من الخيوط القطنية والحبال الأدوات التي تساعدهم على حمل أمتعتهم، وما يتبقى منها يتم نظمه كلوحات جمالية تعلق على أطراف السفن، ثم انتشرت في إسبانيا إبان الفتوحات الإسلامية، ومن ثم إيطاليا، وبقية الدول الأوروبية وأمريكا، حتى تنوعت استخداماتها.

وفي مهرجان الكليجا الـ13، المقام في مدينة بريدة، حل هذا الفن ضيفا ثقيلا على فن حياكة السدو، الذي تمتهنه عدد من السيدات داخل أروقة المهرجان، وهو نسيج معروف في الجزيرة العربية منذ القدم، ويصنع منه البدو خيامهم، ويتكون من وبر الجمل أو شعر الماعز أو صوف الغنم.

وقالت أريج اللقماني، المتخصصة في صناعة المكرميات المتنوعة، وتشارك في المهرجان جنبا إلى جنب مع حائكات السدو، إن المكرمية أساسا هي الكِفل التي تكون بأطراف المفارش. أما الآن، فهو التعقيد الزخرفي، وقد عُرف هذا الفن في القرون الوسطى، وانتشر بين الصيادين المسلمين، ويتكون من الحبال والقطن.


وحول إنتاجها في هذا الفن، أوضحت «أريج»، وهي تحمل شهادة الدبلوم في الخياطة وإنتاج الملابس من الكلية التقنية بالمدينة المنورة، أنها تصنع به الحقائب، ورفوف الكتب المعلق، ولوحات الزينة الجدارية المزخرفة، وشماعات النباتات، والميداليات، وجميعها مُصنعة من مواد أولية فاخرة مستوردة من بولندا وأمريكا، والقطن من مصر، ولكن لا تتوافر إلا في متاجر إلكترونية أجنبية، مضيفة أن زوار معرضها حاليا في مرحلة التعرف على المنتج، وهي بصدد نشر ثقافته من خلال مشاركاتها في الملتقيات والمهرجانات المنتشرة بمنطقة القصيم، ولافتة إلى أن فن المكرمية أكثر انتشارا في المنطقة الغربية، وأنها تُصرف الكثير من منتجاتها من خلال مواقع التواصل الاجتماعي.