لم نتخلص من "بشت" المدير حتى ننشغل بـ "حرم" المدير..! كنا نطمح من سعادته أن يترك "المشلح" في المنزل حين يحضر مناسبات إدارته، إلا أننا فوجئنا به يرسل حرمه المصون إلى المناسبات النسائية التابعة لإدارته لأنه لا يستطيع حضورها، وأظنه لو لم يخف من "الهيئة" لحضر برفقة حرمه!
قبل أيام لم تتورع مسؤولات إدارة "تربية" و"تعليم" في إحدى المحافظات عن إهمال المتفوقات في حفل تكريمهن والانشغال بحرم المدير راعية الحفل التي كانت نجمة أكثر من المتفوقات أنفسهن، فكان الإعلان عن رعايتها للحفل في موقع إدارة التربية والتعليم ولا يزال حتى اللحظة رغم نفي أن تكون حرم المدير راعيةً للحفل مؤكدةً أنها كانت ضيفة فقط! وليس الملام المدير وحده بل يشاركه في الملامة كبار مسؤولي إدارته التي تدعو حرمه لترعى المناسبة النسائية دون أي صفة اعتباريه لها سوى أنها زوجة "مدير الإدارة" الذي لم يصل إلى المراتب العليا بعد، ولا يزال "سعادة"!
أليس الأولى يا مسؤولات التربية أن نحتفي بالمتفوقات بدلاً من الاحتفال بحرم المدير؟ وأليس الأجدى للتعليم أن نهتم بالتربية بدلاً من الاهتمام بالعلاقات العامة؟ سعادة مدير الإدارة: أليس لديك الشجاعة لترفض إعلان رعاية حرمك حفل المتفوقات في موقع الإدارة؛ على الأقل لكي لا تفتح علينا باباً تلج منه بقية زوجات مديري الإدارات غيرة من حرمك؟ كان السؤال الكبير لماذا يكره الطلاب والطالبات المدارس؟ فجاء جزءٌ من الإجابة في هذه الحادثة ليؤكد أنه حتى المتفوقات لم يحصلن على تقدير جهدهن، بل حصلت على نتيجة تفوقهن "حرم المدير" التي تَزيَّنَ موقعُ إدارة التربية باسمها بينما المتفوقات يحصلن على ورقة كتب عليها "شهادة تقدير"!
أحبوا المدارس التي تديرونها أكثر من حبكم للمدير وأقاربه قبل أن تطالبوا الطلاب والطالبات بحب المدارس؟ لا أحمل حرم المدير أي ذنب في رعايتها للحفل لأنها ليست بخيلة لترد الدعوة! وأجد العذر للمدير إن كان لا يعلم ولا يتدخل بتصرفات حرمه! لكني أحمل ذلك مسؤولات إدارة التربية والتربويات اللاتي لم يرفضن ذلك احتراماً للمتفوقات.