فيما أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن الطرق كلها مسدودة في المفاوضات المتعلقة بأوكرانيا، أعلنت موسكو أنّها قتلت على أراضيها خمسة "مخرّبين" جاءوا من أوكرانيا، في تطوّر عزّز المخاوف من غزو روسي وشيك لأوكرانيا بعدما استبعدت موسكو عقد قمة روسية-أميركية كان الغرب يعلّق آمالاً كبيرة عليها لخفض التصعيد.

وقال الجيش الروسي إنّه "خلال المعارك، تمّ القضاء على خمسة أشخاص ينتمون إلى مجموعة مخرّبين ولجهاز الاستخبارات بعدما انتهكوا الحدود الروسية"، مؤكداً أن "مركبتين قتاليتين تابعتين للقوات المسلحة الأوكرانية دخلتا (إلى روسيا) من أوكرانيا لإجلاء مجموعة المخرّبين إلى أوكرانيا عبر الحدود".

نفي أوكراني


لكنّ أوكرانيا نفت رسمياً الاتهامات الروسية. وقال أنتون غيراشتشينكو المسؤول الكبير في وزارة الداخلية للصحافيين "لم يعبر أحد من جنودنا الحدود مع روسيا ولم يُقتل أي منهم اليوم" الاثنين.

وتأتي الاتهامات الروسية التي لا يمكن التحقق منها بشكل مستقل، فيما تتّهم كييف والغرب موسكو بالبحث عن ذريعة، حتى لو اقتضى الأمر اختلاقها، لتبرير تدخل عسكري في أوكرانيا.

ويؤكد الغرب أن موسكو حشدت حوالى 150 ألف جندي روسي على حدود أوكرانيا، في كل من روسيا وبيلاروس.

وأتت الاتهامات الروسية بعيد إحباط الكرملين الآمال بعقد قمة بين الرئيسين جو بايدن وفلاديمير بوتين لمحاولة إيجاد حل دبلوماسي لأسوأ أزمة بين موسكو والغرب منذ الحرب الباردة، بقوله إنّ الحديث عن قمة أميركية-روسية أمر "سابق لأوانه".

وتصاعدت التوترات التي ازدادت بشكل مطرد في الأشهر الأخيرة، خلال ثلاثة أيام مع تكثف الاشتباكات في شرق أوكرانيا حيث يدور صراع بين القوات الأوكرانية والانفصاليين الموالين لموسكو منذ العام 2014. وقد دعا هؤلاء بوتين الاثنين موسكو إلى الاعتراف باستقلالهم وإقامة "تعاون دفاعي"، ليرد الرئيس الروسي بأنّه يدرس هذا الاحتمال.

بوتين يأخذ بالنصيحة

وفي إشارة إلى الجهود الأوروبية لتجنب حرب، أجرى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مكالمتين هاتفيتين مساء الأحد مع بوتين ومحادثة أخرى مع بايدن.

ومن المقرر أن يتحدث المستشار الألماني أولاف شولتس عبر الهاتف مع بوتين الاثنين.

وقال بوتين لماكرون الأحد إنه "ليس ضد عقد قمة" لكن من الضروري أولا "فهم ما سينتج عنها" على ما أعلن لافروف الذي سيلتقي نظيره الأميركي أنتوني بلينكن الخميس.

ولزيادة التوترات، أكدت موسكو أن قذيفة أطلقت من الأراضي الأوكرانية الاثنين دمرت مركزا حدوديا روسيا في منطقة روستوف من دون أن تسفر عن سقوط ضحايا.

في المقابل، نفت القوات المسلحة الأوكرانية في كراماتورس الأمر واصفة ادعاء موسكو بأنه "معلومات مضللة".

الحرب الحقيقية

وفي شرق أوكرانيا، استمرت الاشتباكات الاثنين وقد أبلغت كييف عن 14 عملية قصف نفذها متمردون موالون لروسيا أسفرت عن إصابة جندي.

ويتهم الانفصاليون كييف بالتحضير لهجوم واسع النطاق ضدهم وقد أمروا لهذه الغاية بالتعبئة العامة فيما قال الجيش الأوكراني إنه سيحافظ على مواقعه.

وأعلن المتمردون مقتل ثلاثة مدنيين في عمليات قصف في الساعات ال24 الماضية فضلا عن انفجار مستودع للذخيرة في منطقة نوفوازوفسك واتهموا "مخربين أوكرانيين" بوقوفهم وراء ذلك.

ووفقا للمتمردين، فإن 21 ألف شخص محرومون من المياه بسبب القصف الأوكراني.

ولا يمكن التحقق من هذه الاتهامات بشكل مستقل، في حين يؤكد الغرب أنها جزء من سيناريو روسي يهدف إلى محاولة تبرير التدخل عسكريا، فيما حذرت موسكو مرارا من "إبادة جماعية" تحضّر لها كييف.

وأكدت روسيا الاثنين أنه تم "إجلاء" 61 ألف شخص على الأقل من المناطق الانفصالية إلى أراضيها.

وقالت تاتيانا نيكولينا (64 عاما) وهي واحدة من الأشخاص الذين تم إجلاؤهم من منطقة دونيتسك إلى مدينة تاغانروغ الروسية "إنها الحرب الحقيقية". منذ بداية الصراع عام 2014 "لم يتمكنوا من التوصل إلى حل وسط وهذا هو سبب استمرار كل هذا".

البورصة تنهار

وتتهم موسكو وكييف بعضهما البعض بالمسؤولية عن اندلاع الصراع الذي أودى حتى الآن بحياة أكثر من 14 ألف شخص منذ اندلاعه عام 2014 عقب ضم روسيا لشبه جزيرة القرم الأوكرانية.

وينفي الروس أي نية لغزو أوكرانيا لكنهم لا يذكرون سبب نشر عشرات الآلاف من الجنود والدبابات وقاذفات الصواريخ الأخرى.

في المقابل، يدعو الكرملين إلى إنهاء سياسة توسع حلف شمال الأطلسي وانسحابه من أوروبا الشرقية، وهي مطالب يرفضها الغرب الذي هدد موسكو بفرض عقوبات باهطة في حال شن هجوم على أوكرانيا.

وانعكست الأزمة تراجعاً في مؤشرات الأسهم الروسية التي خسرت حوالى 10% من قيمتها بعد ظهر الاثنين.