حذرت نائبة الرئيس الأمريكي، كامالا هاريس، روسيا من أنها ستواجه عقوبات مالية «غير مسبوقة» إذا غزت أوكرانيا وتوقعت أن مثل هذا الهجوم سيقرب الحلفاء الأوروبيين من الولايات المتحدة.

وقالت إن العالم يمر «بلحظة حاسمة في التاريخ»، كما قالت لرئيس أوكرانيا، الذي قال إنه يريد السلام لأمته فقط.

ودعا وزير الخارجية الصيني وانج يي إلى حل سلمي للنزاع الأوكراني والعودة إلى اتفاقية مينسك.


ومن جهة أخرى وجه رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون دعوته للحلفاء، وذلك لمنح أوكرانيا دعما قويا ومشتركا ضد هجوم روسي محتمل.

قرار الغزو

تحدثت هاريس في مؤتمر ميونيخ الأمني ​​السنوي بعد يوم من تصريح الرئيس جو بايدن بأنه «مقتنع» بأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد اتخذ قرار غزو أوكرانيا المجاورة.

وقالت: «اسمحوا لي أن أكون واضحًا، يمكنني أن أقول على وجه اليقين: إذا غزت روسيا أوكرانيا أكثر، فإن الولايات المتحدة، جنبًا إلى جنب مع حلفائنا وشركائنا، ستفرض تكاليف اقتصادية كبيرة وغير مسبوقة».

وكان هدف حديث هاريس هو لإيصال الحجة إلى جمهور أوروبي إلى حد كبير بأن الغرب يتمتع «بالقوة من خلال الوحدة» وأن الغزو قد يؤدي على الأرجح إلى وجود أكبر لحلف شمال الأطلسي على أعتاب روسيا.

استعداد وهمي

وذكرت هاريس: «تواصل روسيا القول إنها مستعدة للتحدث بينما تضيق في الوقت نفسه سبل الدبلوماسية». «أفعالهم ببساطة لا تتطابق مع أقوالهم».

جدية المواجهة

وفي وقت لاحق، في بداية لقاء مع زعيم أوكرانيا، قالت لفولوديمير زيلينسكي، «أي تهديد لبلدك نتعامل معه بجدية». أجاب: «نحن نفهم بوضوح ما يجري. هذه أرضنا. نحن نريد السلام». كما قال إنه يحتاج إلى حلفاء غربيين لاتخاذ «خطوات محددة»، في إشارة إلى طلبات أوكرانيا للحصول على مزيد من المساعدة العسكرية والاقتصادية. كما أشار زيلينسكي إلى أنه بوجود القوات الروسية على حدود بلاده، فإن الجيش الأوكراني في الواقع «يدافع عن كل أوروبا».

اتفاق الأحزاب

وأشارت هاريس إلى أن إدارة بايدن وحلفائها حاولوا التعامل مع موسكو بحسن نية لإيجاد حل دبلوماسي، لكن الكرملين لم يقابل هذا الجهد بالمثل.

وأثنت على الحلفاء الأوروبيين للتحدث بصوت موحد إلى حد كبير في الوقت الذي تكشفت فيه الأزمة الأخيرة في أوكرانيا. وقال نائب الرئيس، إن الجمهوريين والديمقراطيين في واشنطن- الذين نادرًا ما يتفقون على العديد من القضايا الرئيسية- متفقون بشكل عام على ضرورة مواجهة بوتين.

والتقت، الجمعة، في ميونيخ بزعماء إستونيا ولاتفيا وليتوانيا الذين شددوا على أن زيادة الولايات المتحدة في وجود قواتها على الحافة الشرقية للناتو أمر ضروري.

ولم يذكر البيت الأبيض بعد ما إذا كان سيلبي تلك الطلبات، لكن هاريس لمحت في خطاب، السبت، إلى أن الغزو قد يؤدي إلى تعزيز الوجود الأمريكي.

إن فرض هذه الإجراءات الشاملة والمنسقة سيلحق ضررا كبيرا بأولئك الذين يجب محاسبتهم. وقال هاريس «لن نتوقف عند الإجراءات الاقتصادية». «سنعزز حلفاءنا في الناتو على الجانب الشرقي».

محادثات مفصلة

على خلفية التوترات مع الولايات المتحدة، تقاربت روسيا والصين، مؤخرا، من بعضهما البعض. وفي بيان مشترك طالبت الدولتان، بإنهاء توسع الناتو باتجاه الشرق. وتلقى بوتين أيضا دعما من الصين في الأزمة الأوكرانية خلال لقائه الرئيس الصيني شي جين بينج في بكين قبل بدء دورة الألعاب الأولمبية الشتوية.

ومن جهة أخرى قال وانج ييي أمام مؤتمر ميونخ الدولي للأمن في ألمانيا، السبت: «لماذا لا تجلس جميع الأطراف لتجري محادثات مفصلة، وتضع جدولا زمنيا لكيفية تنفيذ هذا الاتفاق؟».

وأضاف: «هذا ما يجب أن تفعله جميع الأطراف... ما يجب أن يركزوا عليه- بدلا من زيادة التوترات، وخلق حالة من الذعر وربما حتى إثارة

مخاطر الحرب... الآن يتعين على جميع الدول تحمل المسؤولية والعمل من أجل حل سلمي».

تكاتف الحلفاء

دعا رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون الحلفاء إلى منح أوكرانيا دعما قويا ومشتركا ضد هجوم روسي محتمل.

وقال جونسون أمام مؤتمر ميونخ الدولي للأمن في ألمانيا، إنه في حال غزت روسيا أوكرانيا، سيكون الحلفاء شهودا على تدمير دولة ديمقراطية كانت دائما على يقين من هذا الدعم، وأضاف: «سيتضح حينها إلى مدى هذه الكلمات جوفاء، لا أهمية لها، ومهينة».

وهدد جونسون روسيا بعقوبات شديدة ردا على أي عدوان محتمل ضد أوكرانيا، وقال: «مهما حدث خلال الأسابيع المقبلة، لا يمكننا أن نسمح لروسيا بابتزاز دول أوروبية».

اتفاق مينسك

هو خطة سلام تم الاتفاق عليها بوساطة فرنسية ألمانية في عام 2015 للصراع في شرق أوكرانيا، حيث يقاتل الانفصاليون المدعومون من روسيا جنود الحكومة الأوكرانية. وينص الاتفاق على أن المنطقتين الانفصاليتين المواليتين لروسيا جزءان يتمتعان بالحكم الذاتي في أوكرانيا. ومع ذلك، لم تقدم كييف بعد تشريعا للحكم الذاتي.

- تصاعدت مخاوف الغرب من حدوث غزو روسي لأوكرانيا

- حشدت روسيا أكثر من 150 ألف جندي بالقرب من حدود أوكرانيا

- توعد بايدن روسيا بعقوبات اقتصادية قاسية

- روسيا تسخر من مخاوف الغزو وتنكرها

- أوكرانيا تريد السلام