وبالنظر إلى أن نسبة السعودة المتدنية للغاية في قطاع صيانة الحواسيب، ونظرا لارتباطها الوثيق بالبيانات الشخصية والمعلومات بالغة الدقة، ما يجعل خصوصية مستخدميها على المحك، فقد علت أصوات المطالبة بتوطين المهن المتعلقة بصيانة وبرمجة الحواسيب والأجهزة الذكية الشخصية، والذي سيقضي أو على الأقل سيحد من حالات تسرب البيانات الشخصية والمعلومات الشخصية، بما فيها المعلومات البنكية التي عادة ما يقوم المستخدم بحفظها على جهازه تفاديا لتكرار عملية إدخالها في كل مرة يستخدم فيها الخدمة.
منح تسهيلات
أشار المستشار الهندسي، المهندس عبدالله إبراهيم المقهوي، إلى أنه «لا يخلو بيت أو مؤسسة أو شركة من جهاز حاسب آلي، وخاصة بعد اعتماد الدراسة والعمل عن بعد، وبطبيعة الحال يتطلب استخدام الكمبيوتر صيانة مستمرة، وتحميل برامج محدثة لها، ولكن المفارقة أن نسبة السعودة في محلات صيانة الحاسبات في المملكة ضئيلة جدا، وتصل إلى نسب متدنية، وعندما تدخل بعض أشهر المجمعات في صيانة الكمبيوتر في محافظة الخبر بالمنطقة الشرقية على سبيل المثال، فإنك لا تكاد ترى سعوديا فنيا واحدا في هذه المحلات».
وأضاف «من هنا أطالب وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية بإعداد إستراتيجية إحلال السعوديين (رجال، ونساء) في صيانة الحاسبات، مثلما فعلت الوزارة في وقت سابق في صيانة أجهزة الهواتف المحمولة، والتي نجحت بتعاون جهات مختلفة، قدمت فرصا تدريبية للسعوديين من خلال المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني، خاصة وأن توطين تلك المحال المتخصصة في صيانة الحاسبات يخلق مئات الفرص الوظيفية الفنية والتقنية، لا سيما مع منح تسهيلات وقروض لفنيي صيانة الكمبيوتر».
جرائم معلوماتية
شدد ناصر الزيد، وهو أحد مستخدمي الحواسب الإلكترونية، على خطورة تسليم جهاز حاسب آلي «شخصي» إلى عامل أجنبي «مجهول»، لأغراض الصيانة مهما كان نوعها، موضحاً أن «الجهاز سيكون عرضة لسرقة المعلومات الشخصية، ومنها المعلومات (المصرفية)، والحسابات الخاصة بالتعاملات الحكومية، والمواقع الإلكترونية كمنصة أبشر، والمنصات الأخرى، والبريد الإلكتروني، وكذلك يكون عرضة للوقوع في جرائم معلوماتية كثيرة، دون علم صاحب الجهاز، إلا من خلال استدعاء الجهات الحكومية ذات العلاقة بوقوعه في جريمة إلكترونية، سببها تسليم الجهاز لعامل أجنبي مجهول».
ولفت إلى أن «من بين المشاكل التي قد تحدث التجسس على صاحب الجهاز من خلال تثبيت برامج حاسوبية للتجسس، أو سرقة الصور، أو تشغيل كاميرات الجهاز لالتقاط مقاطع فيديو أو صور فوتوغرافية، أو زرع شرائح إلكترونية في الجهاز من شأنها التجسس وإفشاء الأسرار».
وأوضح «أن بقاء الجهاز عند العامل للصيانة لفترة زمنية من الوقت قد تكون بضع ساعات جديرة بتهديد صاحبه بأن يكون طرفا في جريمة معلوماتية».
الصيانة أمام صاحب الجهاز
طالب هاني القطيفي (وهو مستخدم لأحد الأجهزة الإلكترونية) جميع مستخدمي الحاسبات، بـ«الاستعانة بمتخصصين معروفين، يستحقون الثقة في صيانة الأجهزة الإلكترونية، ويفضل الأقربون، كما يفضل استلام الجهاز في نفس الوقت قدر المستطاع، ويفضل صيانة الجهاز على مرأى ومشاهدة من صاحبه».
وأشار إلى أن الأمر «يتطلب وفرة في الأيدي العاملة السعودية»، مطالبا بإطلاق مزيد من التخصصات لتخريج فنيين لصيانة أجهزة الحاسبات، وقال «أجهزتنا تحوي معلومات حساسة تحتاج أن يحميها أبناؤنا السعوديون».
الأيدي العاملة
بدورها، أوضحت وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية لـ«الوطن» أن «دراسة توطين الأنشطة التجارية التي تقوم بها وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية، تخضع لعدة معايير، ويتم بناءً عليها تحديد الأنشطة التي سيتم توطينها بشكل كلي أو جزئي، ومن ضمن هذه المعايير، توفر الأيدي العاملة لتغطية احتياج السوق، ولذلك في حال تم إطلاق اعتماد قرار بخصوص هذا القطاع فسوف يتم الإعلان عنه من خلال قنوات الوزارة الرسمية».
138 كلية تقنية
أبان المتحدث الرسمي في المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني، فهد مناحي العتيبي، لـ«الوطن» أن «المؤسسة تعمل على تأهيل وتدريب الشباب السعودي، وفق احتياجات سوق العمل الحالي والمستقبلي بالمملكة للمساهمة في توطين مختلف القطاعات الحيوية، ويعد مجال الاتصالات وتقنية المعلومات من أبرز المجالات التي توليها المؤسسة أهمية كبرى من حيث تقديم برامج تدريبية متخصصة لتأهيل الشباب في هذا المجال».
وأضاف أن: المؤسسة تقدم البرامج التدريبية في المجالات التقنية بمستويات الدبلوم والبكالوريوس من خلال الكليات التقنية للبنين والبنات، والتي يصل عددها إلى 99 كلية تقنية وفرع لها للبنين، و39 كلية تقنية للبنات بمختلف مناطق المملكة، ومن بينها 5 كليات متخصصة في المجالات الرقمية والاتصالات، هي: كلية الاتصالات والمعلومات للبنين بالرياض، وكلية الاتصالات والإلكترونيات للبنين بجدة، والكلية التقنية الرقمية للبنات بالرياض، والكلية التقنية الرقمية للبنات بجدة، والكلية التقنية الرقمية للبنات بالأحساء، موضحاً أن من أبرز التخصصات المقدمة في الكليات التقنية في المجالات الرقمية وتقنية المعلومات، وهي: الدعم الفني للحاسب، برمجيات الحاسب، شبكات الحاسب، إدارة أنظمة شبكات، الوسائط المتعددة وتقنيات الويب، الأمن السيبراني.