بعيدا عن شخصنة المواضيع.. وإدراكا لمعاناة الصحف على مستوى العالم.. بسبب زحام التقنية العصرية.. والآلة الصغيرة، جوالات وآيبادات وحواسيب محمولة (لابتوب)، وما تنطوي عليه من منصات وبرامج تواصل وقواعد بيانات أفقدت الصحافة نصف بريقها على أحسن الأحوال.. وتلاشت بأعدادها الورقية، حتى باتت صاحبة الجلالة صاحبا متظلما، يتجرع المشاق وبعض الخسائر الواضحة، وليس الخسائر المادية فحسب.. بل خسارة المواهب والكفاءات العالية.. وإذا لم يحضر الجيد حتما سيحضر الرديء ضربا بمعايير الجودة.

بعض الاجتهادات تأتي بدافع شخصي.. ناهيك عن رحيل المحلي وحلول الأجنبي من الموظفين.. بل وقد يتحول الوضع على المخفي بالواسطات والشفاعات، لاسيما في نشر المقالات لأجل المعارف والقرايب على حساب المواهب، وإن كان الصبح يبين لذي عينين في فرق المستوى ونوعية المقالات.. ووارد شختك بختك، فلا نبالي بتسطيح المجتمع وتنويره بطريقة على حد القشور..

فن المقال الصحفي وقواعده وعناصره أين؟ ومتى؟ وكيف؟ ولماذا؟


هي مطاطية لا تجدي نفعا إذا كانت على محتوى فارغ، والأدهى أن المواهب في أي شيء عملة نادرة، مما يجعل إمكانية التعويض ضربا من الخيال..

فصناعة العقل أصعب من بناء ناطحة السحاب، فلماذا لا تعطى المقالات القوية حظا وافرا من النشر حتى لو تكررت في أكثر من جريدة، فلا إفراط ولا تفريط في القوي.. وإعطائه أهمية على خبر " سمك قرش لقي سمك قرش أصغر، وبعد توتر بينهما انتهى الأمر بسلام"!.

قد يغضب هذا الطرح بعض المحررين والصحفيين، لكن على مهل.. إذا كنا مجتمعا مدنيا ثقافيا.. فلماذا لا نناقش أخطاءنا بهدوء..

وإذا رضيت الصحافة أن تكون رقيب المجتمع، فلماذا تغضب حينما تتم مراقبتها على سلامة من الصدور، وغاية من تطوير صحافة الوطن..

والأمور ليست سيئة.. مثلا كلمة حق صحيفة «الوطن» سلمت من هذا.. وإنما نقول هذا لأن لا أحد معصوما من الأخطاء، وتفاوت الخبرة والتجارب.. وقد قال الله تعالى: {فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً ۖ وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ}، وعلى هذا نأخذ ما ينفعنا ونترك ما لا ينفع برحابة صدر وحلم.