لم تغير كورونا كثيرا من عاداتنا السلوكية والصحية وحسب، بل فرضت كذلك أنواعا خاصة وجديدة من الهدايا، التي يتم تبادلها، والتي باتت اليوم تراعي احتياجات مريض كورونا خلال عزلته، وانقطاعه الجسدي عن التواصل مع الآخرين، وهو ما قد يؤدي أحيانأ إلى بعض الاكتئاب التي تفرضها العزلة والوحدة، لمدة تصل أحيانا إلى 10 أيام وربما أكثر بقليل، دون مخالطة للأهل والأصحاب، ناهيك عن الآلام الجسدية التي يسببها كورونا للمصاب به، الأمر الذي دفع باتجاه ابتكار هدايا تحتوي على علاجات، لتخفيف آثار الفيروس، وفواكه ترفع مناعة المريض وتساعده على التشافي.

ومن هذه الفكرة ركز بعض المحلات المتخصصة، على ابتكار هدايا تخصص للمريض لمساعدته، تتشكل في الغالب من فواكه وأدوية، تحفز هرمون السعادة وتسهم في سرعة تشافي المريض.

تعبير عن محبة


تبدي أم أحمد سعيد، غبطتها بتلقيها هدية من زوجها، كانت تحتوي على زهور وفواكه تساعد على العلاج مثل البرتقال الذي يحتوي على فيتامين سي، وقالت «كان زوجي في مدينة الخبر خلال فترة الحجر، حيث كان في رحلة عمل، وأصبت أنا والأولاد بكورونا، فأرسل لنا هذه الهدية تعبيرا عن محبته، لنا وإحساسه بالحزن والألم لبعده عنا».

وتابعت «كانت الهدية بلسما خفف آلامنا، وكانت اللفتة جميلة ومؤثرة».

أكلت الفواكه وأحتفظت بالهدية

تبتسم فاطمة أحمد وهي تقول «عندما وصلتني هدايا الأهل والأصدقاء خلال إصابتي، كانت مثل جرعة علاج من الخوف والاكتئاب، والقلق الذي يسببه فيروس كورونا، ناهيك عن تأثيره النفسي والوحدة التي يفرضها خلال العزل منه، وعدم القدرة على التواصل المباشر مع الأهل والأصدقاء.. لقد كانت من أجمل الهدايا التي تلقيتها في حياتي، وما زلت أحتفظ بالهدية رغم أنني أكلت ما احتوته من فاكهة.

اختلاف الأسعار والمحتويات

تختلف أسعار هدية كورونا من باقة إلى باقة، وتبدأ بـ150 ريالاً، وتزيد باختلاف محتوياتها، فالهدية تشمل عبوة تضم الفواكه والعلاج، والورد وقيمة التوصيل، كذلك تختلف الباقات باختلاف حالة المريض، وما إن كان مصابا في الأيام الأولى، عنها إن كان في آخر أيام الحجر، وتختلف أيضا عن هدية المتعافي، وغالبا ما تحتوي هدايا المرضى على فواكه تقوي المناعة مثل البرتقال والليمون والزنجبيل، إضافة إلى العسل، وكذلك بعض الأدوية التي تساعد على التشافي مثل البانادول وفيتامين سي، وهي تعد وترتب وتزين بطريقة جميلة، حسب رغبة الزبون، بينما المتعافي حديثا أو المريض في آخر أيام العزل، فتشتمل هديته عادة على عبوة تحتوي عصائر و فواكه طبيعية حسب اختيار الزبون، وغالبا يطلب التفاح الأخضر لفائدته للمريض، فيما تكون هدية المتعافي تماما والذي يكمل آخر أيام الحجر، ويبدأ ممارسة حياته الطبيعية عبارة عن ورد طبيعي وشوكولاته وغيرها.

توصيل الهدايا

عن طريقة التوصيل، أكدت مناور الجحدلي، أن بعض المحلات التي تعمل في هذا النشاط، تقوم بإيصال الهدايا عن طريق تلقيها رقم المريض أو عنوانه من الزبون، وذلك للتواصل معه وتحديد وقت التوصيل واليوم، مع تحديد العبارة التي ستكتب على بطاقة الهدية، وقالت: «للمحل مندوب توصيل مختص بهدايا كورونا، ويتم إرسال رسالة للمريض عبر الواتس، بأن هناك شخصا يرسل لك هدية ويرسل له موعد التوصيل والموقع».

وتذكر الجحدلي «الجميل في الفكرة أن هدايا كورونا تكون مفاجأة للمريض، ولا يعرف المرسل إلا بعد استلامها، الأمر الذي يترك لديه بعض السعادة والإثارة».

وتضيف «نلمس مشاعر الفرح لدى المرضى، ونتلقى رسائل شكر ودعوات كثيرة من المرضى على مساهمتها في إسعادهم».

وتكمل «هناك كذلك من يتوجس من الهدية، لأنه لا يعرف مرسلها، لكننا نستخدم معه أسلوبا مقنعا مريحا، فيوافق على استقبال هديته».

الحلويات ممنوعة

يوضح خالد مصلح، وهو عامل في محل ورود وهدايا أن «هدايا كورونا يجب ألا تحتوي على حلويات وشوكولاتة، خلال فترة الإصابة والعزلة، لأنها تسهم في زيادة حدة آثار كورونا».

وحول الأسعار والهدايا، قال «تختلف باختلاف المحتويات، وقد تبدأ من 150 أو 200 ريال، وتصل إلى 1000 ريال، فالبعض يكتفي بالفواكه، والبعض يضيف عطرا مع أدوية خفيفة، لا تحتاج وصفات وتعد من المسكنات والمقويات الشائعة مثل البنادول والفيفا دول وفيتامين سي، وغالبا يكون الحرص على احتواء الهدية على ما يشير أو يرمز، إلى أنها مخصصة لمصاب بكورونا».

وأضاف «هناك إقبال كبير على هذه الهدايا، خاصة في فترات ارتفاع الحالات، وهو تعوض عن زيارة المريض التي تقتضي التعليمات بمنعها».

وتابع «للأسف، لا يمكن إرسال هذه الهدايا لمرضى كورونا في المستشفيات، حتى لو كان الشخص في غرفة وليس في العناية، حيث تمنع في المستشفيات بسبب العزل».

الأثر الطيب

ترى الأخصائية النفسية نجلاء البرثين، أن هدايا كورونا التي انتشرت في الآونة الأخيرة، تترك أثرا طيبا للغاية على المريض خصوصا خلال فترة الحجر، حيث يمر حينئذ بمرحلة من الملل والكآبة، بسبب عزله عن العالم الخارجي، وهذه الهدايا تشعره بأن الآخرين يفكرون فيه، ويشاركونه انعزاله معنويا، كما أن الهدية تحتوي كذلك على أشياء مفيدة له، لكن من المهم أن تبقى في حدود المعقول والمفيد، مثل الفيتامينات والمقويات المناعية وغيرها، وألا تحتوي على أشياء غير مفيدة.

وأكدت «تسهم هذه الهدايا في رفع الروح المعنوية للمريض وسرعة شفائه من الأعراض التي يعانيها».

وناشدت أصحاب المشاريع المهتمة بهذه الهدية، ألا يفكروا بالربح التجاري المبالغ فيه، وأن تبقى الهدايا في حدود الأشياء البسيطة، التي تبقى في متناول الجميع.

هدايا كورونا

هدية مخصصة تقدم للمصابين بالمرض خلال عزلتهم

يمكن أن تقدم بعد التعافي من المرض

تختلف حسب حالة المريض «مصاب منعزل، أو متعاف»

تضم في الغالب فواكه وأدوية وعصائر

يمنع دخولها

في المستشفيات

لا يعلم المريض

من هو مرسل الهدية إلا عند وصولها

الإثارة والترقب واهتمام الآخرين، يحسن الحالة المعنوية للمريض المنعزل