أسهمت الظروف القاسية وضيق المعيشة بلبنان في انضمام بعض من شبابه لصفوف تنظيم «داعش» في العراق، وبرز ذلك عندما اختفى أحد الشباب، يدعى زكريا العدل، من مدينته في شمال لبنان، وظنّت عائلته أنه هاجر عبر البحر، هربا من الضيق المعيشة، لكن وصلها نبأ مقتله في العراق، بعدما التحق بداعش. وزكريا (22 عاما) واحد من 8 شبان على الأقل تبلّغت عائلاتهم بمقتلهم في العراق منذ ديسمبر، وكانوا في عداد عشرات الشبان الذين غادروا منذ الصيف منازلهم في الأحياء الأشد فقرا وحرمانا في مدينة طرابلس، ليتبين لاحقا، وفق مصادر أمنية، أنهم جُنّدوا في التنظيم المتطرف مقابل رواتب مغرية. ويقدّر مصدر أمني «عدد الذين التحقوا بالتنظيم الإرهابي بـ48 شابا حتى الآن».

أسباب مادية

بدأ أهالي طرابلس منذ أغسطس تداول اختفاء شبان من المدينة التي تفتقر إلى فرص عمل وخدمات أساسية، بينما يشهد لبنان منذ عامين أزمة اقتصادية غير مسبوقة، صنّفها البنك الدولي من بين الأسوأ في العالم منذ 1850. ويقول المصدر الأمني: «قدّمت عائلات الفارين بلاغات عن أبنائها بعد تلقيهم اتصالات منهم من العراق»، باستثناء 5 عائلات لم تعرف شيئا بعد عن أبنائها.


ويرجّح أن تكون «الأسباب المادية» هي الأساس وراء التحاقهم بالتنظيم الذي «وعدهم بدفع رواتب تصل قيمتها إلى 5 آلاف دولار شهريا».

معاناة طرابلس

فاقم الانهيار الاقتصادي الذي يصارعه اللبنانيون منذ عامين معاناة سكان طرابلس الذين كان أكثر من نصفهم تحت خط الفقر قبل بدء الأزمة. وفي بغداد، قال مستشار الأمن الوطني العراقي، قاسم الأعرجي، الأحد، إن بلاده تدقّق في معلومات تبلّغتها من الجانب اللبناني إزاء هذا الملف، موضحا أن وزير الداخلية اللبناني سيزور بغداد قريبا، للتباحث بشأنه.

أسباب انضمام الشباب اللبناني لداعش:

الرواتب المغرية

هربا من الفقر

لسوء الأحوال الاقتصادية في لبنان