بكل تأكيد، وكما هو معروف، الأخلاق العربية الكريمة تأبى تحمل الذل والضيم، والعربي يتوق لنجدة شقيقه العربي حين يتعرض لظلم وأذى من طرف أجنبي، مهما كان بينهما من خلاف حاد وعنيف. فكيف إذا كانت العلاقة بينهما على أفضل حال، كما هي علاقة المملكة العربية السعودية بأشقائها العرب، وحتى غير العرب، لذلك نشاهد قوات التحالف العربي بقيادة السعودية حاضرة في قلب صنعاء، في كل صباح ومساء، من خلال استهدافها لميليشيات الحوثي، ومرتزقته ومواقع أسلحته، وهذه أطيب وأكرم تحية يقدمها التحالف العربي لأهلنا في صنعاء، خصوصا وهم تحت سيطرة هذه الميليشات الخارجة عن القانون، ويتصدون لها بأجسادهم العارية وأسلحتهم البسيطة، لذلك يردون تحية التحالف العربي، بافضل منها، ثم سرعان ما يرد التحالف العربي برزم من التحايا الطيبة، الغالية والنفيسة، بشكل أوسع وأشمل، وأكثر كثافة وتركيزا، لتبهج قلوب اهلنا في صنعاء أكثر.

هذه هي السجايا، والشمائل العربية الكريمة، نشاهدها في أنصع وأوضح صورها. إن هذه الميليشيات يمقتها ويقاتلها ليس أهلنا البواسل الغيارى في صنعاء فقط، وكل شبر تتواجد عليه، بل يقاتلهم كل شيء حتى الشجر والحجر، لكن حقيقة، مما يفجع قلب المواطن العربي، موقف بعض دولنا العربية، ممن لم ينخرط حكامها في التحالف العربي، ويقدمون له، ولو بعض ما بحوزتهم من قدرات وإمكانات، لتعزيز قواته وقدراته لحسم الصراع مع أعداء الأمة بوقت أسرع، وأقصر، لتوفير قدرات الأمة ومواردها، المالية والبشرية لنهضتها، ورفع مستوى حياة مواطنيها.

لقد سخر قادة المملكة كل طاقاتهم وجهدهم، ووقتهم لتحقيق ذلك، وبعضهم -يا للفجيعة والفضيحة- لم يكتفوا بعدم دعمهم للتحالف، بل نسمع منهم، ما يفزع ويروع قلب المواطن العربي، وكل إنسان حر ومنصف، لكن لازلنا نأمل منهم، تصحيح موقفهم والالتحاق سريعا، بقوات التحالف العربي، وقبل فوات الأوان.


وحتما، وبكل تأكيد سيبقى التحالف العربي، في كل صباح ومساء، في قلب صنعاء، وإلى أن تعود الأوضاع إلى ما قبل استهدافها من قبل هذه الميليشيات الخارجة عن القانون، ومن يقف خلفها.