لست ملاكاً، انا إنسان، أنا سيد المخلوقات، أنا الكائن الوحيد القابل للتعلم، ذو إرادة، أملك الحرية لأفعل ما أشاء. أخطئ وأصيب، أحوى بداخلي الخير والشر معا، وكل المشاعر المختلفة، الحب والكره، القوة والضعف، التواضع والتكبر، الحكمة والحمق، الغضب والهدوء، وأنا وحدى، ووحدى فقط من أختار، أنا من أقرر أى الطرق أسلك،إذا سقطت أنهض، وإذا غفلت أصحو.

أكبر أعدائي فى الحياة نفسي، أصارعها حتى الممات.

أنا خليفة الله في أرضه..أنا من خلق الكون لأجلي، أرسل الرسل لهدايتي، جعل الشيطان لاختباري، وهبني عقلا فضلني به على سائر المخلوقات، ليساعدني على النجاة. لم يخلقني الله ليعذبني بل ليسعدني بعبادته، جعل لى حدودا لتحميني، لا قيودا لتكبلني..أمهلني، لم يجعل علي مسيطرا، لم يمكن أى مخلوق مني بل سخر الكل لخدمتي، أحاطني بكل أسباب الحياة، أمرني ألا أحزن ألا أيأس، هو وحده سبحانه من يحاسبني ويعلم ما فى نفسي.


غاب عنا أو عن بعضنا مفهوم الإنسانية ومعناها الحقيقي، وتملك منا وهم الملائكية، والسعي الدائم للكمال، مما جعلنا نعيش إيجابية سامة، وأفقدنا متعة الحياة، وأصبنا بمرض عدم التقبل، وأحيانا الانهزامية، عندما لا نصل إلى ما نتوقع، ما جعل الكثير منا فى إحباط دائم، تارة ينبع من أعماقه، وتارة بسبب نظرة بل وتنظير المجتمع..

لا يعرف العديد منا حقيقة ما يريد، يعيش بلا أهداف سوى تلك التى فرضها المجتمع والظروف، وأحيانا نختار أهدافا وحياة لا نريدها.

لا يملك العديد منا أى رسالة. منا من يقضى معظم أوقاته فى انتظار اللاشىء، يراقب بعضهم بعضا، ينصبون أنفسهم قضاة وجلادين، وأحيانا حكائين لحكايات تافهة بغيضة، فقط لاستهلاك أثمن ما يملكونه «الحياة».

كلنا يريد السعادة وكثيرون لا يعرفون معناها الحقيقي.. منا من يراها فى المال أو فى الحب أو أو الطموح.. وغفلنا عن أن كل ذلك أدوات فى الحياة. السعادة هي الغوص فى أعماقك لتنقذ ذلك الإنسان بداخلك، تمد له يد النجاة، تتقبل نفسك كما هي، تدرك الخطأ وتصلحه، تحدد الشر بداخلك وتقاومه، وإن هزمك جولة تصرعه جولات أخرى، تطلق العنان لمشاعرك الحقيقية ما دمت لا تؤذي نفسك ولا تؤذي أحدا.

وعندما تنقذ إنسانيتك، استعمل عقلك حينئذ لتستمع بها.

تخلص من وهم الملائكية واعلم أن السعادة هى «أنك إنسان».