الحيطة العالمية والمحلية جراء وباء كورونا، وإجبار العوائل بشكل غير مباشر بتلقيح أبنائهم أصبح واضحًا بأنه مخطط لوزارة التعليم التي قررت بين ليلة وضحاها عودة الطلاب للتعليم الحضوري، وجميع القرارات السريعة، وهي تصادف قرب نهاية العام أو نهاية النصف الأول واقترابنا من نهاية النصف الثاني من العام الدراسي لندخل قريبا في الجزء الثالث من العام.
أتحدث هنا بصفتي أما، ومثلي آلاف الأمهات اللواتي يعانين من حالة الارتباك التي تصادفنا بشكل يومي، إذ أن أبناءنا بدأوا يتقنون مهارة التعلم من خلال منصة المدرسة التي أغلقت فجأة وأخبرونا بأن الدراسة حضورية، أولا ارتباك ساعات النوم بالنسبة للأبناء، ويأتي بعد ذلك تقسيمهم إلى جماعات (A/B)، وحضور ومتابعة قناة على التلفزيون، وكل الأساليب الدراسية تختلف سواء في المنصة أو من خلال (عين) أو مع المدرس بشكل مباشر.
لاحظنا خلال الفترة الماضية رغبة أبنائنا بالعودة وعدم المتابعة الإلكترونية، حيث إنهم بدأوا يشعرون بالحياة، ورغم تخوفاتنا وما لاحظناه أيضًا من تزايد عدد الإصابات بين طلاب المدارس خصوصًا الصفوف الدنيا، يجعلنا نتساءل هل هذه القرارات مدروسة بشكل علمي ونفسي على الطلاب أم أنها قرارات جاهزة وعلينا فقط إطاعة الأوامر دون أن نبدي رأينا، ونحن المسؤولون بالدرجة الأولى عن هذا الجيل الذي أصبح يعاني من حالة ارتباك وعجز نفسي أمام المواد العلمية، وهناك الكثير من الحالات التي نجد فيها طالبة بالسنة الرابعة لا تستطيع حتى كتابة اسمها، وأخرى لا تعرف الأعداد، وهذا ما تسبب فيه غياب (الفاقد التعليمي) بشكل جاد للطلاب، وضياع الكثير من الدروس رغم أنهم حصلوا على معدلات النجاح العالية خلال السنة الماضية.
كأمهات وآباء نطالب بحل ما يخص الفصول المدرسية وإلغاء المجموعات (ألف وباء)، وليكن الحضور للجميع، والتركيز على (الفاقد التعليمي) بدلاً من الاجتهاد في إعطاء الدرجات العليا لطلاب لا يعرفون الكتابة، ولا الحساب وهم في الصف الخامس والسادس، حيث إن السؤال القائم بعد مرور هذه السنوات من الارتباك من المسؤول عن تعليم أبنائنا، ولماذا القرارات السريعة وغير المدروسة فيما يخص الأطفال؟