فالرد اللبناني جاء فضفاضا بالتزامه بقرارات الشرعية الدولية، بما يضمن السلم الأهلي والاستقرار الوطني للبنان، دون التأكيد على القرار 1759، وحصر السلاح في يد الدولة، والسعي لتنفيذه، وهو أساس حل الأزمة اللبنانية التي يحاول أقطابها التحايل على الواقع، والخروج بأقل الخسائر الممكنة لهم ولأحزابهم، وتحديدا بعد تعليق سعد الحريري نشاطه السياسي، وانسحاب «تيار المستقبل» من المشهد. بينما كان لافتا زيارة رئيس الجمهورية، ميشال عون، دار الفتوى في سابقة مفاجئة وصادمة بسبب علاقته المتوترة بالأساس معها، ومع جمهور الطائفة السنية منذ سنوات طويلة.
أهمية السنية
يعزي المحلل السياسي غابي أيوب ذلك في تصريح خاص: «لقد جاءت زيارة رئيس الجمهورية دار الفتوى بعد لقاء مفتي الجمهورية، عبداللطيف دريان، رئيس الحكومة، نجيب ميقاتي، في السراي الحكومي، حيث اتفق الجميع على عدم مقاطعة الطائفة السنية الانتخابات البرلمانية المرتقبة، وهذا ما أراد «عون» تثبيته من خلال زيارته دار الفتوى، كي لا يتكرر سيناريو مقاطعة المسيحيين الانتخابات التشريعية في 1992».
ويرى «أيوب» أن «عون» بعث عدة رسائل من خلال لقائه المفتي في دار الفتوى، أهمها رفضه تهميش الطائفة السنية، وموقفه الحاسم إزاء مقاطعة أي طرف الانتخابات البرلمانية المرتقبة، بعد تعليق سعد الحريري عمله السياسي.
أيضا بعث «عون» عبر هذه الزيارة رسالة إلى دول الخليج بعد المبادرة الكويتية، مفادها أن «دار الفتوى هي مكان جامع لكل اللبنانيين».
كيف ولدت المبادرة الكويتية؟
جاءت بناء على طلب لبنان من رئيس حكومته، نجيب ميقاتي، على هامش قمة المناخ، حينما طلب من رئيس وزراء الكويت، الشيخ صباح الخالد الحمد الصباح، أن تلعب الكويت دورا في حل الأزمة اللبنانية. وبالفعل، تقدمت الكويت، قبل أيام، بمبادرتها العربية، لإعادة لبنان إلى موقعه العربي، ولكن أتي الرد فضفاضا دون أي التزام أو عهد بالتوقف عن الاعتداء على الدول العربية، الذي هو أساس العلاقة المحترمة بين الدول، وذلك بناء على قرار من الميليشيا الإيرانية في لبنان.