ويعود ذكر مانع المريدي في التاريخ إلى 850 من الهجرة الموافق 1446 من الميلاد، وذلك عندما عاد إلى مسقط رأسه حجر اليمامة وهي مدينة الرياض حالياً، وبنى فيها بلدة الدرعية، وبعد استقرار مانع وبنيه فيها وتكاثر سكنها أصبح أميراً عليها، وبعد وفاته استلم ابنه الربيعة الإمارة من بعده، ومنذ ذلك العهد إلى عهدنا الحاضر والحكم لآل سعود -رحم الله ميتهم وحفظ الحي منهم.
ومرت إمارة آل سعود بثلاثة مراحل تأسست فيها ثلاث دول: المرحلة الأولى تأسست الدولة السعودية الأولى عام 1157 من الهجرة الموافق 1744 من الميلاد، وكانت عاصمتها الدرعية، وتأسست على يد الإمام محمد بن سعود بن محمد، وحكم من بعده الإمام عبد العزيز بن محمد ثم الإمام سعود بن عبد العزيز، وسقطت في عهد الإمام الشهيد عبد الله بن سعود عام 1234 من الهجرة الموافق 1819 من الميلاد، بعد مجزرة دامية للدولة العثمانية في الدرعية، والذي استشهد فيها أكثر من 250 شخصاً من آل سعود، والمئات من القبائل الأخرى. المرحلة الثانية تأسست الدولة السعودية الثانية عام 1244 من الهجرة الموافق 1829 من الميلاد، وكانت عاصمتها الرياض، حيث تأسست على يد الإمام تركي بن عبد الله بن محمد بن سعود، الذي استرد مدينة الرياض من القوات العثمانية المحتلة، وبعد وفاته ورث الإمارة ابنه الإمام فيصل بن تركي ثم ذريته من بعده حتى سقطت في عهد الإمام عبد الرحمن بن فيصل بن تركي آل سعود عام 1309 من الهجرة الموافق 1891 من الميلاد.
المرحلة الثالثة تأسست الدولة السعودية الثالثة المملكة العربية السعودية -حماها الله- وعاصمتها الرياض على يد المؤسس الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود، وكان تأسيسها انطلاقاً من استرداد الرياض عام 1319 من الهجرة الموافق 1902 من الميلاد، واستمر المؤسس قرابة 32 عاماً في جهاد حتى وحدها عام 1351 من الهجرة الموافق 1932 من الميلاد. وبعد وفاة المؤسس جلالة الملك عبد العزيز -طيب الله ثراه- عام 1373 من الهجرة الموافق 1953 من الميلاد، استلم أبناؤه الملوك من بعده مقاليد الحكم ابتداء من الملك سعود ثم الملك فيصل ثم الملك خالد ثم الملك فهد ثم الملك عبد الله -رحمهم الله- ثم سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان -حفظه الله ورعاه.
واعتزازا بذلك التاريخ المجيد أصدر سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز أمرا ملكيا على أن يكون يوم 22 فبراير من كل عام يوماً لذكرى تأسيس الدولة السعودية، باسم (يوم التأسيس)، وذلك اعتزازاً بالجذور الراسخة لهذه الدولة المباركة العظيمة، حيث جعلت دستورها القرآن الكريم وسنة رسوله -صلى الله عليه وسلم، وأرست الوحدة والأمن في الجزيرة العربية، بعد قرون من التشتت والفرقة وعدم الاستقرار.