لم يدر في خلد المخرج الأميركي الشاب ماثيو فانديك (32 عاما) حين جاء إلى ليبيا ليوثّق المعارك فيها بين الثوار وقوات العقيد معمر القذافي، أن يغدو واحدا من الثوار مدججا بالسلاح ويقود سيارة "جيب" مجهّزة برشاش متوسط من عيار "12.7 ملم"، عازما على البقاء حتى تحرير ليبيا وعودة الحضارة إليها.

فماثيو الذي وصل إلى ليبيا في فبراير الماضي سرعان ما وقع في كمين لقوات القذافي في البريقة (شرق)، وسيق إلى سجن أبو سليم في طرابلس وأودع في زنزانة انفرادية وكاد يلقى حتفه إعداما. لكنه أمضى 161 يوما هي الأصعب في حياته على الرغم من أنه لم يتعرض خلالها لعنف "لكنني كنت وحيدا، وهذا عذاب نفسي... وكان رجال القذافي ينوون قتلي".

لكن الحظ ابتسم له وتمكن من الفرار عندما شن الثوار في أغسطس هجومهم الأخير على طرابلس. لكن هروبه لم يقده إلى بلاده بل إلى صفوف الثوار ليرتدي زيهم ويشارك معهم في معارك البريقة حيث "تعلمت فن القتال".

وكان ماثيو يتحدث بينما يشارك في القتال وتتساقط قذائف على بعد عشرات الأمتار مصدرها قوات القذافي في شرق سرت. وأضاف: "لدي أصدقاء هنا. كان القرار سهلا. الشعب يعاني. عندما أتيت لم يكن هناك (الرئيس الفرنسي نيكولا) ساركوزي أو حلف شمال الأطلسي. كنا وحدنا ضد القذافي".

ويتنقل ماثيو دائما برفقة صديقه الليبي نوري فناس، وعندما لا يكونان على خط الجبهة، يرافقان المراسلين الأجانب في جولة على خطوط الجبهة. وقال "إذا كانت تدور معارك أفتح النار من رشاشي. وإذا كانت الأمور هادئة أرافق الصحفيين لأنه من المهم أن يعرفوا كيف تسير المعارك". ووصف ماثيو الحرب بأنها "صعبة جدا"، متوقعا أن "يستغرق الأمر بضعة أسابيع".