تسعى الدول الغربية إلى تكثيف الضغط على الرئيس اليمني علي عبدالله صالح للتنحي عن السلطة من خلال مشروع قرار مقترح في مجلس الأمن. وأبلغ عدة دبلوماسيين غربيين في نيويورك "رويترز" أن الأميركيين والبريطانيين والفرنسيين يضعون الخطوط العريضة لمشروع قرار محتمل يدعو اليمن للتمسك بخطة نقل السلطة وفقا للمبادرة الخليجية. وأضاف الدبلوماسيون أن الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا لم تطلع روسيا والصين العضوين الدائمين الآخرين في مجلس الأمن على الخطوط العريضة لمشروع القرار المقترح.
وليست هناك أي دلائل واضحة على أن موسكو وبكين على استعداد لدعم قرار من هذا النوع في المجلس.
وأفاد دبلوماسي آخر "لا نريد البدء في التعامل مع اليمن قبل أن يوافق المجلس على شيء بشأن سورية"، والمتوقع اليوم.
وجاء هذا التحرك عقب مغادرة المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن جمال بن عمر دون نتيجة.
وأشارت مصادر مطلعة إلى أن نائب الرئيس عبدربه منصور هادي بذل جهودا كبيرة للخروج باتفاق لنقل السلطة سلميا في اليمن قبل إحالة ملف المبادرة الخليجية إلى مجلس الأمن وصدور قرار بتطبيقها تحت البند السابع، إلا أن قيادة حزب المؤتمر الشعبي العام وعلى رأسه الرئيس صالح رفض ذلك.
وكان بن عمر قد أعلن خلال زيارته الأخيرة التي استمرت أسبوعين، أن لصبر اليمنيين حدودا، وتقع على عاتق القادة مسؤولية كسر هذا الجمود ووضع اليمن على الطريق نحو الانتقال السلمي.
وشهدت الساعات التي أعقبت مغادرة بن عمر حشوداً عسكرية في العاصمة، حيث قامت قوات موالية للرئيس صالح بإخلاء مناطق واسعة من الحي، بينها مبان حكومية ومدارس تأهبا لخوض معارك مسلحة مع مناوئيه.
ونقل عن مصادر سياسية إن عدداً من المدرعات والجنود من الحرس الجمهوري انتشر في محيط حديقة الثورة بمنطقة الحصبة، وأن الجنود وجهوا نداء قصيرا عبر مكبرات الصوت طلبوا فيه من الساكنين إخلاء المكان خلال تقدم قصير لهذه القوات على طول الشارع. وإلى جانب الأحياء السكنية أخلت القوات الموالية لصالح عدداً من المباني الحكومية بينها مركز للبريد وتمركز قناصة أعلى بنايته.
وتعاظمت المخاوف من اندلاع مواجهات مسلحة بين قوات من الحرس الجمهوري ومسلحين قبليين يتبعون الشيخ القبلي الشيخ صادق الأحمر، الذي أعاد مناصروه مواقعهم القديمة استعداداً لمرحلة حاسمة في الساعات القليلة المقبلة.
وفي السياق، انطلق عشرات الآلاف من المتظاهرين المناوئين للنظام أمس من ساحة التغيير في وسط صنعاء إلى منطقة حساسة ينتشر فيها بكثافة الموالون للرئيس من العسكريين والمدنيين والمسلحين، إلا انهم اضطروا إلى تغيير مسارهم والعودة الى الساحة بسبب قطع الطرقات.
من جهة أخرى، قتل أربعة جنود وأصيب أربعة آخرون باشتباكات مع ملسحي تنظيم القاعدة أمس في مدينة زنجبار الجنوبية عاصمة أبين، حسبما أفاد مصدر طبي في عدن.