أحرق مستوطنون إسرائيليون مسجدا في قرية طوبا الزنغرية في الجليل الأعلى شمال إسرائيل فجر أمس، بعدما كتبوا رسائل على جدرانه تشير إلى أن الاعتداء جزء من سياسة "تسديد الثمن" التي يقوم بها المستوطنون، كلما منعتهم السلطات الإسرائيلية من الاستيلاء على منازل لفلسطينيين.

وقال إمام المسجد فؤاد زنغرية: "المسجد احترق بالكامل. لم يبق شيء من السجاد والكتب والمصاحف". وتابع "نعتقد أن متطرفين من خارج القرية قاموا بذلك بتحريض من حاخامات في بلدة صفد القريبة".

ونددت كل من السلطة الفلسطينية والحكومة المقالة التي تديرها حركة "حماس" بحرق يهود متطرفين للمسجد. وطالب وزير الأوقاف والشؤون الدينية الفلسطيني محمود الهباش في بيان، رجالات الدين اليهودي في إسرائيل بموقف واضح وصريح من "اعتداءات المستوطنين العنصريين والمتطرفين المستمرة على المقدسات الإسلامية والمسيحية".

إلى ذلك، قلَّلت السلطة الوطنية الفلسطينية أمس من أهمية إعلان إسرائيل قبولها بيان اللجنة الرباعية الأخير الداعي لاستئناف محادثات السلام بين الجانبين خلال مهلة شهر. وقال أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير ياسر عبد ربه للإذاعة: "الموقف الإسرائيلي مجرد مناورة لكسب الوقت وخداع الرأي العام الدولي في ظل استمرار البناء الاستيطاني على أرض الواقع". وأضاف: "إذا كانت إسرائيل جادة في العملية السياسية، فعليها إقناع كل الأطراف الدولية وليس واشنطن فقط، بهذه الجدية من خلال التوقف عن الاستيطان والالتزام بأسس جادة لعملية السلام".

من جهة أخرى، نشطت المحاولات الفلسطينية الرامية لكسب مزيد من أصوات الدول الأعضاء في مجلس الأمن للتصويت على الطلب المقدم للأمم المتحدة بمنح فلسطين العضوية الكاملة. وفي هذا السياق يجري ممثلون للسلطة الوطنية الفلسطينية محادثات مكثفة مع كل من البوسنة والجابون ونيجيريا لضمان تأييدها، ويتوقع أن يغادر وزير الخارجية رياض المالكي قريبا إلى البوسنة، كما ستزور وفود فلسطينية أيضا الجابون ونيجيريا. ومع أن الدول الثلاث تعترف بفلسطين كدولة مستقلة لكنها تواجه حملة دبلوماسية مكثفة من جانب الولايات المتحدة. وبينما لا يزال الموقف الجابوني غامضا ولم تصدر أي إشارات من تلك الدولة الأفريقية تنبئ عن موقفها، إلا أن الوضع يختلف في نيجيريا التي عبَّر وزير خارجيتها اولوغبنغا اشيرو عن دعمه الشخصي للطلب الفلسطيني، دون أن يوضح القرار الرسمي لحكومته.

من جهة أخرى التقى وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا مع نظيره الإسرائيلي إيهود باراك أمس في مستهل جولة تهدف إلى حث الإسرائيليين والفلسطينيين على استئناف مفاوضات السلام المتوقفة. وكان بانيتا قال للصحفيين المرافقين له قبل وصوله تل أبيب إن بلاده عازمة أيضا على مساعدة إسرائيل لتحسين علاقاتها المتدهورة مع تركيا ومصر.