عندما يتكلم المثقفون عن أمريكا، كونها النموذج الحي للديمقراطية، والمثال الذي لا يعلى عليه في احترام الإنسان - الأمريكي فقط - من خلال سنها قوانين وتشريعات مدنية، يقف عندها المتأمل طويلا إعجابا بها، كونها لم تغادر صغيرة ولا كبيرة من شئون مجتمعها إلا ووضعت لها حلا أو مخرجا تتضمنه هذه القوانين مع عدم القطع بكمالها، ووجود بعض العجز فيها، ولكن بنسب قد تكون ضئيلة لا يمكن ذكرها، مما جعل الحلم الذي يخالج كثيرا من البشر ـ مع تحفظي ـ هو حمل الجواز الأمريكي الأزرق، لكن الشيء اللافت هو أننا عندما نصطدم بقضية أو ظاهرة معينة في مجتمعنا، تبدأ الأصوات تعلو والمقارنات تظهر، ونبدأ بطرح التجربة الأمريكية، ونتناسى أن أمريكا لم تكن كذلك قبل سنين مضت.

كما أن التطور المدني فيها لم يأت فجأة أو صدفة، ولكنه مر بمراحل وسنين طويلة، حتى نضج واستوى على سوقه.

كما أن المشكلات والتغيرات التي ظهرت تباعا هي التي أوحت لهم بهذه الأنظمة.


نحن في مجتمعنا بدأنا نرى تغيرا كبيرا، حيث بدأت تظهر مشكلات لدينا بعضها جديد والآخر مسكوت عنه، مما يفرض علينا استحداث ما يواكب ما استجد من أمور ومتغيرات، علنا بعد سنين نسمع من يقول: أين أنتم من التجربة السعودية؟.