وأعراض كورونا غني بالإشاعات التي لا صحة لها وليست من مصدر موثوق. أسهم في ذلك انفجار برامج التواصل وكثرتها على قفا من يشيل.
لذا سأحكي هنا تجربتي من دون زيادة أو نقص عن أعراض كورونا أي سأكتب بشكل موضوعي وأمين. حيث أصبت بها قبل ستة أشهر في مكان العمل.
إذ نقلها لي أخي المصاب وهو لا يعلم. ولتتسع صدوركم أن أكتبها في قالب درامي وساخر كسرا للروتين والملل.. وإذ أقود سيارتي وتدريجيا كأن شيئا ما يمتص طاقتي.. رويدا رويدا متزامن مع صعود الحرارة.. حتى هممت بأن أميل على الخط الجانبي أشحذ مواقف تبريد سيارات كي أسترسل في نوم لا أعلم نهايته.. في لحظات الانهيار البدني هذه.. وردني اتصال ليكمل الانهيار المعنوي،
ألو: نعم؟ صباح الفل والياسمين..أخوك مصاب.. يالله صباح خير، ياخي مافيه غيرك يكلم. خير أيش فيه.. أنا مصاب أيضا. معليش ما تشوف شر.لكن ما زال اللسان حاد.. معليش أخ محمد هل أنا من تسبب لك العدوى؟ أصلا لو أنت بتسبب لي إيدز.تم الإغلاق. ثم بعد ذلك تأكد إصابتي عبر المسحة.
وحين قررت الإعلان على الملأ بنبذي.. والغروب عن وجهي وحينما تم كشف الوضع بالوضع الكاشف وأصبح الوضع على المكشوف.. اكتملت دائرة النبذ والانغلاق حيث العزل المنزلي والتركيز التام في أعراض المرض وكانت النقاط التالية..
• تذبذب الحمى على فترات وخمول دائم أول ثلاثة أيام
• الأيام الثلاثة التي تليها فقدان تدريجي للأكل والتعويض عنه بطعم المرارة في كل شيء.. الماء والليمون والشوربة وكل ما لذ وطاب لها طعم واحد (المر والعلقم).
• الثلاثة الأيام التي تلي ذلك تبدأ حاسة الشم بالتلاشي حتى تشعر أنك بلا أنف.
في هذه الدورة من الوقت تشعر بقليل من التحسن والنشاط البدني الكاذب..ما إن تمشي قليلا إلا وتكون الحالة عودا على بدأ، باللفظ البلدي (تنكس).
• هناك مراحل بسيطة من الاكتئاب والغلقة النفسية بل أحيانا وسوسة هل هي النهاية؟!
• ثم بعد هذه المراحل تبدأ عوالم مظطربة أو نقدر نقول بالعامية (لحسة مخ) تفهم شيئا من وحم النساء الحوامل《يا إلهي.. حيث إن مركز الشم في المخيخ حين يتم الفقد الكلي يقوم المخيخ في عملية اضطراب بإرسال روائح وهمية لا وجود لها على أرض الواقع.. بقصد تنشيط الأنف وتفعيل حاسة الشم من جديد لكن هيهات. وهيا خذ لك من عالم الروائح ما كان من الغرائب والعجائب..دخان هندي.. ريحان معفن.. بيض فاسد.
تشتاق إلى أي ريحة واقعية حتى لو كانت من قبيل ما تشمه من الأطفال إذا أكثروا من التمر.. وتبدأ في مساءلتهم "مين الكلب (محشومين) إللي ياخد نفس من تحت.
في الأخير تبدأ كل هذه الأمور بالتلاشي على مدى خمسة عشر يوما على أكمل وجه لهذه الدورة الفيروسية.