وأدى رفض كل جانب حتى الآن، إلى ترك آفاق الدبلوماسية في طي النسيان، حيث تتهم الولايات المتحدة وحلفاؤها روسيا بإذكاء التوترات دون سبب مشروع، ويشكو الروس مرة أخرى من ذلك بقولهم إن الأمريكان هم المعتدون.
تصعيد جديد
ولاحظ رئيس مجلس السياسات الخارجية والدفاعية ومقره موسكو، فيودور لوكيانوف، أن «الفجوة في التصورات واسعة جدًا لدرجة أن تصعيدًا جديدًا وخطيرًا قد يكون ضروريًا لجعل الأطراف تفتح مخيلتها وتبحث عن اتفاقيات».
بالنسبة للمحللين الغربيين، يبدو أنه وضع يتعين على بوتين فيه تقديم تنازلات إذا أريد تجنب الصراع، ويعتقد البعض أن تركيزه على حلف الناتو، الذي كافح لسنوات مع أسئلة حول أهميته، ربما أعطى الحلف فرصة جديدة للحياة.
وأوضح جيف راثكي، الخبير الأوروبي والدبلوماسي الأمريكي السابق الذي يشغل حاليًا منصب رئيس المعهد الأمريكي للدراسات الألمانية المعاصرة في جامعة جونز هوبكنز: «هذه فترة متوترة وغير مؤكدة للغاية دون مخرج واضح ما لم يتراجع بوتين».
فإن الانسحاب الواسع للقوات الروسية البالغ عددها حوالي 100000 جندي المنتشرين الآن بالقرب من الحدود الأوكرانية سيثبت أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لديه أي نية للتفاوض بحسن نية. وبالنسبة للروس، فإن رفض الغرب المطلق النظر في حظر توسع الناتو وانسحاب القوات من أوروبا الشرقية دليل على غدرها.
خيار صعب
في حين ذكر مسؤولون أمريكيون؛ من بايدن ووزير الخارجية أنتوني بلينكين ومستشار الأمن القومي جيك سوليفان إلى كبيرة المفاوضين ويندي شيرمان، أن روسيا هي التي تواجه «خيارًا صعبًا». بقولهم: «أوقفوا التصعيد أو واجهوا العقوبات».
بينما في روسيا، يقول المسؤولون: لقد طرحوا مطالبهم على أنها «حتمية مطلقة» وجادلوا بأن فشل الغرب في تلبيتها يجعل المحادثات حول قضايا أخرى غير ذات صلة.
وقال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، الجمعة، إن روسيا حاولت دون جدوى منذ سنوات إقناع الولايات المتحدة وحلفائها بالمشاركة في محادثات بشأن عدم نشر صواريخ متوسطة المدى في أوروبا، وقيود على المناورات الحربية، وقواعد لتجنب المواجهات الخطيرة بين روسيا والسفن الحربية والطائرات المتحالفة معها إلى أن أبدت الولايات المتحدة والناتو رغبتهما في مناقشة هذه القضايا هذا الأسبوع.
وعزا التغيير في النهج إلى رغبة الولايات المتحدة في تحويل الانتباه بعيدًا عن المطالب الروسية الرئيسية، مضيفًا أن موسكو ستركز على عدم توسيع الناتو.