رغم إغلاق المدارس خلال الأسبوع الماضي كاملاً في إجازة منتصف الفصل الدراسي الثاني، إلا أن لجانًا إشرافية تابعة لوزارة التعليم قامت بزيارات ميدانية للمدارس الابتدائية ورياض الأطفال للوقوف على استعداداتها لاستقبال طلابها وطالباتها حضوريًا اعتبارًا من الأحد المقبل 23 يناير.

وقالت وزارة الصحة إنها أنهت المرحلة الأولى من تطعيم الأطفال بلقاح كورونا للفئة العمرية من (5-11) عامًا، والتي خصصت للفئات الأعلى خطورة منهم، وستبدأ المرحلة الثانية حسب الأولوية العمرية، مشيرة إلى أنها تعمل على التوسع فيها بالتدريج، وبعدها تبدأ مرحلة إتاحتها لجميع الأطفال من هذه الفئة العمرية.

متابعة تعليمية


وقالت وزارة التعليم إن اللجان الإشرافية في إدارات التعليم في جميع مناطق المملكة كثفت أعمالها استعدادًا لاستقبال طلاب وطالبات المرحلة الابتدائية ورياض الأطفال في المدارس الحكومية والأهلية والعالمية والأجنبية.

وبدأت اللجان جولاتها للوقوف على استعدادات وجاهزية أكثر من 13 ألف مدرسة ابتدائية في المملكة، وما يزيد على 4800 روضة أطفال، إلى جانب تنفيذ خطط العودة الحضورية الآمنة، وتأمين كافة الاحتياجات والتجهيزات للمباني المدرسية، وتطبيق الإجراءات الوقائية المعتمدة من وزارة الصحة وهيئة الصحة العامة «وقاية»، بما يساهم في الحفاظ على سلامة وصحة الطلبة وأسرهم والمجتمع، كذلك تعزيز انتظام العملية التعليمية للعام الدراسي الحالي، والمساهمة في تأمين سلامة البيئة المدرسية، مشيرة إلى أن إدارات ومكاتب التعليم تعمل على التفاعل والرد على استفسارات أولياء الأمور حول آليات وضوابط العودة الحضورية الآمنة لأبنائهم وبناتهم من طلبة المدارس ورياض الأطفال، وذلك في إطار الشراكة المثمرة بين وزارة التعليم والمجتمع والأسرة لاستكمال الطلاب والطالبات رحلتهم التعليمية حضوريًا في مدارسهم بعد انقطاع نحو عامين.

عودة عالمية

من ناحيتها أوضحت منظمة الأمم المتحدة للطفولة «اليونيسيف» أن قرار عودة الدراسة حضوريًا لطلاب وطالبات الابتدائية ورياض الأطفال بدءًا من 23 يناير، يتوافق مع تقارير ودراسات تحذر من استمرار إغلاق المدارس، وتعطل تعلّم الأطفال بسبب جائحة كورونا.

ودعت اليونيسيف إلى تغليب وضع تعليم الأطفال ومصالحهم، مع بقاء المدارس مفتوحة لكل طفل في كل مكان خلال عام 2022، وأن تكون المدارس آخر ما يُغلق وأول ما يُعاد فتحه مع توفير تدابير الصحة العامة لحماية الطلبة.

وأشارت اليونيسيف في أحدث تقاريرها عن أثر إغلاق المدارس على الأطفال نفسيًا ومعرفيًا، مؤكدة أنها ستكلف الجيل الحالي التفاعلات الشخصية اليومية مع الأصدقاء، إلى جانب المهارات المطلوبة في كل مرحلة تعليمية.

وشدد التقرير على أهمية أن يكون عام 2022 السنة التي تحظى فيها الأسبقية للتعليم لصالح الأطفال، وألا تعطل الدراسة، خاصة أن الإجراءات الاحترازية فعّالة وتسهم في إبقاء المدارس مفتوحة وآمنة.

مشكلات

وأكد التقرير وجود مشكلات في تعلّم القراءة والحساب لدى الأطفال في العالم، فمدة إغلاق المدارس ألحقت خسائر كبيرة بالتعليم، مطالبًا بالقيام بأنشطة توعية للمطالبة بعودة الدراسة حضوريًا، إضافة إلى التعجيل في تعافي التعليم بوضع برامج تضمن حصول الطلاب الحاليين على قدر مماثل من التعليم الذي حصلت عليه الأجيال السابقة، على أن تغطي البرامج محاور تعزيز المناهج، وتمديد وقت التدريس، وتحسين فاعلية التعلّم.