حسب ما نشرته الصحف، يفترض أن الكلية التقنية بالرياض احتفلت البارحة بتخريج وتكريم 2600 طالب من مختلف أقسام الكلية في برنامجي الدبلوم والبكالوريوس!
هذا الصباح كل طالب من هؤلاء الطلبة سيستيقظ مبكراً.. سيتناول إفطاره بشهية مفتوحة.. سيخطو أولى خطواته.. تسابقه أحلامه وطموحاته.. هذا أول يوم في العمل ـ حسبما امتلأت أذناه من تصريحات مسؤولي المؤسسة طيلة السنوات الماضية ـ سيفكر أي الجهات ستقدم له العرض الأفضل.. لن يستعجل "في العجلة الندامة".. سيدور عليها ويفاضل بينها.. فشهادته مطلوبة في سوق العمل.. "مين قدك يا خريج التقنية"؟!
سيذهب لشركة الاتصالات.. سيقولون له: لدينا كلياتنا الخاصة بنا ولسنا بحاجة لك!
سيذهب للشركة السعودية للكهرباء.. سيقولون له: "معليش.. سامحنا.. عندنا معهد خاص لتخريج الطلبة، ولسنا بحاجة لك"!
سيذهب للخطوط السعودية.. سيقول له "السكيورتي" الواقف عند الباب: "عندي شهادة مثل شهادتك.. امسك الباب"!
سيواصل البحث والعناء.. سيذهب لأرامكو.. الشركة العملاقة.. سيتمكن عند مواقف السيارات من مقابلة سكرتير مدير مكتب مساعد النائب الخامس للرئيس، سيرد عليه:"Oh, sorry.. عندنا أكاديميات متخصصة.. شهادتك ما تناسبنا"!
سيذهب لشركة المياه.. سابك.. البنوك المحلية.. الهيئة الملكية.. سيدور ويدور ويدور.. وبعد سنة من اللف والدوران.. سيجد الخريج فرصة وظيفية بالواسطة و"حب الخشوم": موظفا حكوميا على بند الأجور!
الخلاصة: لدينا مشكلة في علاقتنا بالطلبة..
أرجوكم أخبروا هؤلاء الطلبة أن دوركم تعليمي بحت، وأن هناك جهات أخرى مسؤولة عن توظيفهم.. تأملوا حالة 2600 طالب تم تخريجهم البارحة من الكلية التقنية بالرياض.. اسألوا أنفسكم الآن: أين سيذهبون؟