أنها منصات عرض سلبية، مزدحمة بالغَثِّ والْهَزل أكثر من الثمينِ والمفيد، وما إنْ تصدرُ قرارات أو تُطرح قضايا، إلا وتمَّ تحويلُها إلى مقاطع ساخرة، بغضِّ النظر عن أهمية القضية وكيفية التعاطي معها، ولا سيما ما يتعلقُ بجائحة كورونا.
ولعلي أتناولُ على سبيل المثال لا الحصر، قرار وزارتي الصحة والتعليم بعودة الدراسة الحضورية للمرحلة الابتدائية ورياض الأطفال، وإذا بتلك المقاطع تتجاوزُ الحدَّ المعقول كثرةً وانتشاراً، تسخر من كل شيء، تارةً من المعلمين والمعلمات، وتارة من الطلاب والبيئة التعليمية، وأخرى من الأمهات، مما يثير لدى المشاهد كثيراً من الاستفهامات عن هذه المقاطع؟ ومن المستفيدُ منها؟ ومن يقفُ وراءَها؟ وهل هذه السخريةُ نوعٌ من التعبير عن الرأي؟ أم متنفسٌ لصاحبها؟ ثمَّ ما نتائجها الإيجابية على المجتمع ككل، وعلى الطلاب وأولياء الأمور، والمعلمين على وجه الخصوص؟ ومتى سنكفُّ عن هذه المقاطع الساخرة السلبية، ومتى نستطيعُ تحويل هذه الثقافة السلبية إلى ثقافة إيجابية وجماعية؟ وهل يمكن أن تقدم هذه المنصات صوراً إيجابيةً، وترسمُ أنماطاً مشرفةً، تعكس تلك الجهود المبذولة في خدمة هذا الوطن الغالي، خاصة في ظل جائحة كورونا؟.
إنَّ المسؤولية على الجميع، وآن الأوان لنشرِ مقاطع تُبرز إيجابيات التعليم عن بُعد، خلفَ تلك الشاشات الصغيرة لتعبر الفضاء الواسع، وتبرز الخير والنجاح في القرارات الإيجابية، التي تراعي كل الجوانب والاحتياجات للجميع، فالانطلاقُ والعلو لن يكون إلا بالجميع، وللجميع.
وسيبقى الوطن نموذجاً مشرفاً، رسم بخُطى واثقة مجداً وتفانياً وانتصاراً في ظل هذه الجائحة، يضافُ هذا النجاح إلى نجاحاته المتعددة، سيخلدها التاريخ، وتتناقلها الأجيال.
حفظ الله الجميع، وأدام علينا الستر والعافية، ولا أرانا في وطننا وقياداتنا سوءاً أو مكروهاً.