اليوم البلاوي والتراجع والتداعي والانتكاسات التي أصابت الإطار التنسيقي، وخلافهم المتصاعد مع الصدر، يوعزونه بسبب السنة والأكراد، نتيجة تحالفهم مع الصدر، ويتهمونهم بأنهم السبب في شق البيت الشيعي، أي لولا هذا التحالف يستحيل على الصدر الهيمنة على البرلمان وتشكيل الكتلة الأكبر في القادم من الأيام، والذي أغاظهم أكثر فوز الحلبوسي بدورة ثانية برئاسة البرلمان، وفشل مسرحية تخريب الجلسة الافتتاحية لمجلس النواب، وأيضاً لأنهم غير قادرين على مواجهة الصدر، فسوف يذهبون إلى مواجهة الحلقات الضعيفة التي أصبحت بيضة القبان بسبب توحد مواقفهم وحسم تحالفهم مع الصدر..

بمعنى عندما يتأكد رموز الإطار التنسيقي من فقدان كل الفرص والمحاولات لإعادة أمجاد زمان، سوف يقررون قلب الطاولة والبدء بالسنة والأكراد لعدم القدرة على المواجهة المباشرة مع الصدر، كما أشرنا، وإنما الذهاب لمحاولة تكسير الأجنحة التي ارتكز عليها الصدر في تعزيز موقفه في مواجهة الإخوة الأعداء..

ويبدو قد بدأ التمهيد لهذا الموقف من خلال التهجم على السنة والأكراد في الفضائيات بطريقة أقرب إلى التهديد المبطن.. بمعنى سوف يكون المستهدف في المرحلة القادمة السنة بالدرجة الأولى ثم الأكراد، لذلك يفترض أخذ الحيطة والحذر وخصوصاً السنة لكي لا يكونوا كبش فداء في المواجهة مع الصدر، كونهم الحلقة الأضعف في العملية السياسية لأنه يصعب المواجهة العسكرية المباشرة مع الأكراد، بالرغم من إمكانية ضرب كثير من المنشآت في كردستان بالصواريخ أو الطائرات المسيرة المجهولة، بعكس المناطق السنية التي بالإمكان مواجهتهم واحتلال مناطقهم من قبل الميليشات باختلاق قصة داعشية لإشعال فتيل الحرب معهم، كما حصل من قبل في حقبة حكم المالكي، لأن هذا السلوك الانتقامي ليس بغريب على الموالين لإيران لأنهم سبق وأن تفننوا في محاربة السنة وإدخال داعش إلى محافظاتهم، ثم إدخال الحرس الثوري الإيراني بحجة محاربة داعش، بالتالي القيام بتدمير تلك المحافظات، كما هو معروف، ونهب ممتلكات الأهالي بالرغم من مشاركتهم في العملية السياسية، فكيف ستكون طريقة الانتقام وهم المتهمون بخراب البيت الشيعي وضياع الحكم من أيديهم بسبب الإخلال بكفة التوازن والتحالفات؟


لذلك يفترض بالصدر اتخاذ موقف مطمئن لحلفائه؛ لأن مصير نجاح تشكيل الكتلة الأكبر قد ارتبط معهم، وعليه لنرى ما ستؤول إليه الأحداث في القادم من الأيام الحبلى بالمفاجآت.