على أصوات أمواج البحر الأحمر بشاطئ جازان، احتفت منطقة جازان بعرسها السنوي الاستثنائي، الذي أطلق فعالياته أمير جازان ونائبه، وجمع فيه موسم الشتاء البحر والسهل والجبل، في علاقة ثلاثية، صنعت أجواء الفرح، وتحولت إلى أجواء كرنفالية عززت تأصيل بيئة المنطقة، وثقافتها الموروثة، وجسدتها الأجيال عبر لوحات وفنون مختلفة، في وقت يسطر أبناء جازان لوحة تلاحم وتكاتف، تأخذ الزوار في رحلة استثنائية إلى مقاصد جذابة في مناخ شتوي مفعم بالدفء.

واتجهت أنظار الزوار بمختلف مناطق المملكة نحو أيقونة الفرح، وبوابة المملكة جازان، وبلغ عدد زوار شتاء جازان في اليومين الأولين 20 ألف زائر، وبلغت نسبة إيواء الفنادق والشقق 90 %، وتصدرت فعاليات مستكة التي تزينت بالطابع الشعبي، وفن الشارع، والأسر المنتجة، وفعاليات القلعة الدوسرية، والتعرف على تاريخها وآثارها اهتمام الزوار، وخطفت الأنظار، فيما اكتظت الشواطئ البحرية بالزوار والأهالي، والاستمتاع بالأجواء.

وأسهم مهرجان شتاء جازان، في مواصلة إبراز ما تزخر به المنطقة من إمكانات سياحية، ومقومات طبيعية وثقافية، وإرث حضاري، وموروثات شعبية، وضعت المنطقة كإحدى الوجهات السياحية البارزة محليا وإقليميا.


التعريف بالمقومات

ورسم شتاء جازان خارطة طريق التعريف بمقومات المنطقة ونهضتها التنموية، ونقل الصورة الحقيقية لها، من خلال الفعاليات والبرامج المتنوعة التي تتميز من موسم لآخر، ونجح 300 مشارك في صناعة الفعالية، بهوية وطنية، والذين هدفوا من خلالها إلى تحقيق منتج ترفيهي، وتقديم موسم فريد من نوعه بمواصفات عالمية، من خلال 130 عارضا ومشاركا في العروض البحرية، و100 متطوع ومتطوعة، وسط دعم ومشاركة الجهات الحكومية والخاصة، ومتابعة مسؤولي المنطقة.

جولة شعبية

وكسر أمير جازان الأمير محمد بن ناصر، ونائبه الأمير محمد بن عبدالعزيز، حاجز البروتوكولات الرسمية، وذلك بعد تنفيذهما جولة شعبية ميدانية، على موقعي فعاليات مستكة المقامة في وسط البلد، والقلعة الدوسرية، واطلعا على البرامج المنفذة، والالتقاء بالمواطنين ومداعبتهم، ورسم الفرحة على محياهم.

وحول 50 فنانا تشكيليا من الشباب والفتيات قلب مدينة جيزان إلى متعة بصرية عالجت التشوهات، وذلك من خلال تزيين أكثر من 600 متر مربع، برسومات جدارية عبرت عن الفنون التي تتمتع بها المنطقة، وتتنافس 40 أسرة منتجة في الموقع في إبراز أشهر الأطعمة والمأكولات، إلى جانب اهتمام الزوار بالمسرح المفتوح، والاحتفالات الشعبية، والبطولات المنفذة، والمشاركة بها.

متحف سياحي

وتميزت القلعة الدوسرية بطابعها التاريخي والتراثي، وتشارك للمرة الأولى في مهرجان شتاء جازان، وتعد متحفا سياحيا في أعلى قمة جبل وسط مدينة جيزان، وتقدم فعاليات الليالي الطربية، والمطاعم والمقاهي، ويتعرف الزائر على تاريخها ومكوناتها.

وتواصل أمانة المنطقة العمل على تنفيذ مشروع تطوير المنطقة المحيطة بالقلعة، وذلك لتحقيق أهداف التطوير التكاملي، وربطها بالسوق الداخلي، لتوفير منتجات سياحية، ومنطقة سياحية جاذبة للزوار والمهتمين بالتراث.

تنافس استثماري

وتسابق شباب وفتيات جازان على تحقيق الاستثمار في مجالي المطاعم، وبيع وتحميص القهوة، واستنفارهم لتطويرها، وتقديم الأكلات الشعبية بأسلوب عصري حديث، وفتحت فعاليات شتاء جازان الفرص أمام توظيف مئات الشباب والفتيات، وأسهموا في تحقيق النجاحات الاستثمارية لمشاريعهم الناشئة.

ويبلغ عدد مطاعم المنطقة 1405 مطاعم، منها 310 مطاعم في مدينة جيزان، و633 محلا لتقديم مشروبات الكوفي، منها 169 في المدينة، يؤكد المستثمرون من خلالها أهمية تقديم منتجات عالية الجودة، تدعم البرامج السياحية وتطويرها في المنطقة، وشكلت مقصدا مهما للزوار.

انطلاق الهايكنج

واحتضن وادي لجب أولى فعاليات الهايكنج، التي انطلقت أمس، ضمن روزنامة مهرجان شتاء جازان.

ويستهدف المهرجان استثمار الإمكانات الطبيعية والشهرة السياحية لوادي لجب كإحدى الوجهات المميزة للمهرجان، ويسعى لتحقيق مشاركة واسعة من الرياضيين وهواة المسارات النوعية عبر المنحدرات الجبلية لوادي لجب السياحي، لمسافة 5 كم.

ويعد وادي لجب من أهم المواقع السياحية بمنطقة جازان وأبرزها ومزارًا يؤمه الزائرون من أبناء المنطقة وغيرها من مناطق المملكة على مدار العام، ويقع على بعد 150 كم إلى الشمال الشرقي من مدينة جيزان، ويتضمن الهايكنج مسارين آخرين في كل من جزيرة فرسان ومحافظة بيش.

ملتقى أدبي

وتطلق محافظة جزر فرسان نهاية الأسبوع الحالي ملتقىً أدبيًا، يجمع نخبة من عمالقة الشعر والأدب في المملكة، ويستمر لمدة يومين.

ويشارك رئيس تحرير صحيفة «الوطن»، الدكتور عثمان الصيني، كضيف شرف الملتقى، إلى جانب الضيوف الدكتور هاشم عبده هاشم، وعبدالعزيز السبيل، وعبدالعزيز خوجة، وعبدالله السفياني، للاستفادة من خبراتهم التي امتزجت بالخبرات العلمية والعملية والإعلامية والثقافية والأدبية.

وتحظى جزيرة فرسان باهتمام كبير، وإقبال الزائرين، لما تمثله من موقع سياحي، وتمتاز بشواطئها ورمالها الجاذبة، ومحمياتها الطبيعية، وتتمثل أبرز الأماكن السياحية في: شاطئي الغدير، وحصيص، وبيت الرفاعي، وجسر المعادي، والقلعة العثمانية، والجندل، وبلغت نسبة الإشغال والإيواء بالفنادق 100 % في الفترة الحالية، ويمارس الزوار هوايات التنزه، والسباحة، وصيد الأسماك.