- مشاكلنا في الوسط الرياضي لا حصر لها، وأسباب الإخفاقات والتراجع أكثر من أن تعد وأكبر من أن يتم اختزالها في قضيةٍ بعينها.
- إحدى تلك الإشكاليات تكمن في القرارات الصادرة، والمشكلة هنا ليست في إصدارها بل في عدم تنفيذها وأحياناً في تفاوت التنفيذ.
- كلنا يتذكر القرار الصادر قبل عامٍ كامل (بعد نهائي كأس الملك بين الاتحاد والأهلي في الموسم الماضي) والقاضي بتوسعة مدرجات ملعب الأمير عبدالله الفيصل، مضت سنة كاملة والوضع كما هو عليه، وها هو القرار يصدر للمرة الثانية (في نهائي كأس الملك بين الأهلي والنصر)، والجمهور الرياضي يأمل في التنفيذ على وجه السرعة وليس كما حدث مع القرار السابق خصوصاً وأن معاناة الجماهير الرياضية مع هذا الملعب كبيرة.
- قرارٌ آخر تم إعلانه بعد المباراة النهائية من الرئيس العام لرعاية الشباب الأمير نواف بن فيصل وهو قرار العفو عن جميع الرياضيين والعاملين في الوسط الرياضي.
- البعض رأى أن هذا القرار جاء إنقاذاً للاتحاد السعودي لكرة القدم وإدارته المؤقتة من الموقف المحرج الذي وضعوا فيه بسبب القرار (الخاطئ) بمعاقبة رئيس الوحدة السابق (جمال تونسي)، وهو القرار الذي تسبب بعد ذلك بإعفاء المستشار القانوني للاتحاد (ماجد قاروب).
- وبعيداً عن هذا التأويل ومهما كانت مسببات (العفو) فإنّ ما تريد أن تعرفه الجماهير الرياضية هو: هل هذا العفو (شكلي) فقط أم أنه عفو حقيقي..؟! وإن كان حقيقياً فلماذا لم يشمل بعض العاملين في الوسط الرياضي ابتداء برئيس الاتحاد السابق (منصور البلوي) وانتهاءً بوكيل اللاعبين (أحمد القحطاني) الذي أعلن – حسب تصريحات صحفية - أن هناك في لجنة الاحتراف من لا يريد أن يشمله العفو..! حيث أكد بأن هذا هو العفو الثاني الذي يصدر للرياضيين دون أن يشمله..!!
- قرارٌ ثالث لا بد من التوقف عنده وهو قرار استقالة الأمير نواف بن فيصل من رئاسة اتحاد القدم وتكليف إدارة مؤقتة لتسيير أعمال الاتحاد إلى أن يعاد انتخاب اتحادٍ جديد من خلال الجمعية العمومية للاتحاد، لقد جاء في ذلك القرار ما نصه: (وستتولى الإدارة تسيير أعمال الاتحاد فيما ستحيل القرارات الإستراتيجية وما يتعلق بالقرارات الخاصة بالموسم الرياضي القادم - إلا للضرورة - إلى مجلس إدارة الاتحاد القادم الجديد المنتخب). هذه النص السابق يمنع الإدارة (المؤقتة) من اتخاذ أي قرار استراتيجي لأن مهمتها فقط هي تسيير أعمال الاتحاد.
ولكن ما نراه هو غير ذلك حيث لم يطبق هذا القرار بدليل أن الإدارة المؤقتة اتخذت قراراً باستحداث بطولة (السوبر) في الموسم المقبل بين بطلي الدوري والكأس وفتحت على نفسها نيران التساؤلات التي تبدأ بـ(لماذا الآن بالتحديد)..؟! ولا تتوقف عندها..!
- لن أتساءل مع المتسائلين والمطالبين بالتعليل من الأستاذ (أحمد عيد). بل سأتجه إلى طرح سؤالٍ آخر أراه أكثر أهمية: هل من حق الإدارة (المؤقتة) المكلفة بـ(التسيير) وليس بـ(التغيير) أن تخالف قرار تكليفها الذي يقضي بعدم اتخاذها أي قرار (استراتيجي)..؟! وأيُّ قرارٍ استراتيجي أهم من استحداث أو إلغاء بطولة دون أي سببٍ مقنع.؟!
- هذه ثلاث قرارات من (العيار الثقيل) في رياضتنا لم يتم تنفيذها حتى الآن بالرغم من أهميتها.. فما بالكم بالقرارات الأقل تأثيراً..؟!