وأظهرت لقطات جوية في التلفزيون ألسنة اللهب تتصاعد من السطح بينما يلف دخان كثيف أسود الموقع المبني على الطراز الفيكتوري بواجهة من الطوب الأحمر والأبيض، ويتألف من مبان عدة. ولم يعلن عن إصابات حتى الآن.
وتم تطويق شوارع الحي وصولا إلى الورود التي وضعت في الساحة الأمامية لكاتدرائية القديس جورج المجاورة حيث أقيمت، السبت، جنازة ديسموند توتو آخر مناضلي الكفاح ضد الفصل العنصري الذي توفي في 26 ديسمبر.
وتفيد الملاحظات الأولية لرجال الإطفاء بأن الحريق بدأ في المبنى القديم الذي كان يضم الجمعية الوطنية قبل أن يمتد. وقد طال مبنى الجمعية الوطنية الحالي.
وصرح مسؤول خدمات الإنقاذ والحرائق في المدينة جان بيار سميث لوكالة «فرانس برس» بأن «السطح اشتعل ومبنى الجمعية الوطنية يحترق أيضا».
وحاول فريق من ثلاثين رجل إطفاء أولاً في الموقع إخماد النيران لعدة ساعات قبل أن يضطر إلى التراجع أمام شدة ألسنة اللهب وإلى استدعاء التعزيزات.
ويعمل حاليا نحو تسعين رجل إطفاء على الأرض. ويحاول البعض تهدئة الحريق وهم مجهزون برشاش ماء من أعلى رافعة.
«تشققات في الجدران»
قال سميث إنه «لم تتم السيطرة على الحريق ولوحظت تشققات في جدران المبنى» مشيرا إلى أن «الحريق صعد الآن إلى الطابق الثالث والعناصر الأولية تشير إلى أنه بدأ في المكاتب ثم امتد إلى الصالة الرياضية». وعبر عن قلقه من احتمال وقوع «أضرار جسيمة».
وتخشى خدمات الطوارئ من أن يمتد الحريق بسرعة إلى القاعات القديمة المزينة بسجاد وستائر فاخرة.
في هذا المبنى الضخم المبني على الطراز الفكتوري بواجهة من الطوب الأحمر والأبيض، أعلن آخر رئيس في عهد نظام الفصل العنصري فريديريك دو كليرك في فبراير 1990 نهاية النظام العنصري.
وتضم مدينة الكاب مقر برلمان جنوب إفريقيا بمجلسيه الجمعية الوطنية والمجلس الوطني للمقاطعات بينما يقع مقر الحكومة في بريتوريا.
ويقع مجلسا البرلمان في الكاب في ثلاثة مبان بما فيها المبنى الأصلي والأقدم الذي تم الانتهاء من تشييده في 1884. وتضم المباني الأحدث التي شيدت في عشرينيات وثمانينيات القرن العشرين - مجلس النواب.
اندلع الحريق في مبنى سابق للبرلمان نحو الساعة الثالثة بتوقيت غرينتش. وذكر صحفيون من «فرانس برس»، صباح الأحد، أن ألسنة اللهب والدخان كانت تشاهد في الصباح الباكر فوق المبنى.
ونشر عدد من سكان الكاب الذين شعروا بالذعر بسبب الدخان الذي يغطي المدينة، صورا على «تويتر».
وكانت مدينة الكاب شهدت حريقا كبيرا في أبريل. فقد امتد حريق على جبل تيبل أو جبل الطاولة المطل على المدينة الساحلية ودمر كنوزا في مكتبة جامعة الكاب المرموقة الواقعة على سفحه.