تحولت 400 مزرعة منتشرة في واحة الأحساء وأطراف محافظتها إلى ما يشبه ورشات العمل النشطة هذه الأيام، وذلك مع دخول موسم حصاد وتذرية المحصول (تقشير وفصل حبات الأرز عن السنابل)، ليكون جاهزاً للتخزين والطهي.

وتتطلب التذرية جهدا كبيرا، وأيدي عاملة مدربة، وسريعة وذات خبرة وكفاءة لاستكمال التذرية بشكل صحيح.

الأغلى سعراً في العالم


أبان المزارع زكي عبدالغني السالم لـ«الوطن»، أن الأرز الحساوي، هو الأغلى سعراً في العالم على مستوى جميع أصناف الأرز، ويصل سعر الكيلو جرام في الأسواق إلى 45 ريالاً، معلناً عن نيته تنفيذ متحف متخصص يحكي تاريخ الأرز الحساوي، ونشأته، ومصدره، موضحا أن الأرز الحساوي ذُكر في مخطوطة يعود تاريخها إلى عام 820 هجرية، وهو يزرع في أرض الأحساء، كما ورد ذكر الأرز الحساوي في ديوان شعري لابن المقرب العيوني 630 هجرية.

تحتفظ بالماء

أوضح السالم، أن الأحساء، هي المنطقة الوحيدة في العالم التي تتميز بزراعة الأرز الحساوي بكفاءة وجودة عالية تحافظ على المكونات والعناصر الغذائية المتكاملة والمفيدة للجسم (وفرة الحديد، فيتامين B، الألياف، البروتينات، الكربوهيدرات الصحية)، مبيناً أن خبراء ومهندسين زراعيين، جربوا زراعته في مناطق أخرى داخل وخارج المملكة، ولم تصل فيها معدلات الجودة في العناصر الغذائية والطعم، كالنتائج التي تظهر في زراعته بالأحساء، لافتاً إلى أن الأرز الحساوي، من النباتات الصيفية، وتزرع في المناطق الحارة وفي درجة حرارة تصل إلى 48 درجة مئوية، ونوعية تربة خصبة «تحتفظ بالماء»، مشدداً على أن الأرز الحساوي، بات البديل الأمثل للمنتجات الغذائية الأخرى، بدل الدقيق بأنواعه، وجرى إدخاله في عدة أكلات ومخبوزات متنوعة ومختلفة، ومن ضمنها: الخبز، والكيك، والكريب، والبان كيك، والأكلات الأحسائية الشعبية، طحين الأرز الحساوي بجوز الهند، طحين الأرز الحساوي بالقهوة، الكبة، المهلبية.

الضباب يضاعف الإنتاج

شدد السالم على أن زراعة الأرز الحساوي، لا تستهلك كميات كبيرة من الماء، كما يشاع، ومدة زراعته 6 أشهر، ولا يسقى بشكل كبير إلا في شهرين فقط، ويصاب الأرز الحساوي بـ«اللفحة» ويمكن مكافحتها والسيطرة عليها بسهولة، كما يكتاز بأن جودته العالية متماثلة في جميع أراضي الأحساء تقريباً، وتعتمد جودته على اللون وطول الحبة، وسعره يعتمد على خبرة المزارعين واهتمامهم بالمحصول، وفترة التخزين، وهو قابل للتخزين لأكثر من 100 عام، مبينا أن الضباب يضاعف إنتاج الأرز الحساوي، والمياه الكبريتية من العوامل الرئيسية في زيادة طول حبة الرز.

حموضة الأرض

حصر الباحث السعودي عبدالعزيز علي الحسن، نحو 7 تحديات وصعوبات تواجه المزارعين، وتقلل من الإنتاجية، وتؤثر على محاصيل الأرز الحساوي، مؤكداً تفرد أرض الأحساء بزراعة الأرز الحساوي عن باقي بقع الأرض، بسبب خصوبة الأرض، واعتدال حموضتها، وارتفاع درجات الحرارة، وقد اشتهرت كذلك في عدد محدود من أراضي الأحساء، فعرفت بعض القرى في الأحساء بزراعة هذا النوع من الأرز حتى أصبحت علامة فارقة لمزارعها دون مزارع القرى الأخرى.

وعدد 7 صعوبات تواجه زراعة الأرز الحساوي، من بينها ظروف بيئية تتعلق بدرجة الحرارة والجفاف والتصحر وانتشار الحشرات، ومنها بشرية تتعلق بقلة الأيدي العالمة ذات الخبرة، ومنها اقتصادية وتتعلق بارتفاع أسعار الأسمدة العضوية والتكلفة التي على المزارع تحملها إلى أن يبيع المحصول.

الموسميات

أضاف الحسن «تؤكد البيانات الإحصائية، أن القدرة الإنتاجية للأرز الحساوي بالنسبة للهكتار الواحد من الأرض تصل إلى 5 أطنان، والطن يقسم إلى موسميات (الموسمية تعادل 120 كيلوجراما من الأرز)، والكيلوجرام الواحد يحتوي على 4300 حبة رز حساوي، والسنبلة الواحدة تحتوي على 85 حبة رز، ويصل ارتفاع سنابل الزر الحساوي إلى 1.5 متر، وقد يمتد إلى 2.3 متر، ويبلغ معدل الإنتاج السنوي 450 طناً».

صعوبات تواجه زراعة الأرز الحساوي

الظروف البيئية «درجة الحرارة، الجفاف، نوعية التربة، التصحر بسبب الزحف العمراني، انتشار الأمراض والحشرات».

قلة الأيدي العاملة ذات الخبرة والكفاءة وعزوف المزارعين.

ارتفاع أسعار الأسمدة العضوية.

قلة وارتفاع أسعار الآلات والمعدات الزراعية الخاصة بخدمة الأرض وخدمة المحاصيل الزراعية.

الطرق التقليدية في حصاد الأرز وتعبئته بسبب طبيعة الأرز الحساوي.

طول المدة التي تستغرقها زراعة الأرز الحساوي والتي تستمر 6 أشهر.

ارتفاع قيمته التسويقية بسبب معوقات الإنتاج، والتكلفة التي يتحملها المزارع من بداية الزراعة إلى حصاده.

المكونات الغذائية للأرز الحساوي

33 %الكربوهيدرات

21 %الألياف

23 %البروتينات

375 السعرات الحرارية العالية النافعة لجسم الإنسان

يحتوي على الأحماض الأمينية الضرورية كالمنجنيز والزنك والنحاس والصوديوم

كمية الحديد 1.27 جرام لكل 100 جرام

خال من الدهون المشبعة والدهون