لماذا لا يبتسم الناس لبعضهم؟!جملة أو بالأحرى هي إشارة استفهام، قرأتها ولكن لا يحضرني أين! لكنها أثرت بي، وخلقت بداخلي تساؤلاً، لماذا لا يبتسم الناس لبعضهم؟!.

الابتسامة لغة تتخطى كل اللغات والأجناس، تفتح قلوبا لا رابط بينها، فلا عرق ولا لون ولا لغة تقف حجر عثرة في جريانها ولا انسيابها، تطرق القلوب قبل العقول، العيون قبل الآذان، وإن أغرقنا بأكثر من ذاك.

الابتسامة هي سحر التجاذب بين الناس، لغة الإحسان والراحة، تخلق وجوها من الألفة والاطمئنان.


لا شيء يعادل الابتسامة الصافية النابعة من الروح دون تكلف ولا تصنع ولا مصلحة ترجى، ابتسامة لا لشيء إلا لأننا بشر ونأنس ببعضنا، وهذا الأنس ليس بالضرورة أن يكون عن معرفة سابقة لكن فطرة النفس وسنة الخالق في خلقه.

ويُقال إن في بداية القرن العشرين أطلق عليه الباحثون علم نفس الضحك.

يظن البعض أن التبسم انتقاص للهيبة ويجلب تجرأ الآخرين عليهم بما صح وما لا يصح، وربما ظن البعض الآخر أن التبسم يظهرهم الحمقى واللامسؤولية، لكن أود لو أقول لهؤلاء إنهم واهمون بذاك وإن خسارتهم أكبر من الربح الذي يظنونه!.

فأولاً وقبل كل شيء هو باب بر وعبادة «تبسمك في وجه أخيك صدقة» فلو اكتفينا فقط بلك لكان الابتسام إرضاء للرب تعالى وكفى بها غاية، وهي رسولك لقلوب الآخرين ومفتاح للنفوس، للمبتسم قبل غيره!.

يقول العلماء: إن كل إنسان منا لديه مواد كيميائية خاصة تفرزها أجهزة جسمه عندما يتعرض للخوف أو الحزن أو الكآبة أو القلق، هذه المواد تكون في أدنى مستوى لها عندما تنظر لشخص قدم إليك وهو يبتسم في وجهك! لماذا؟ لأن هذه الابتسامة قد أزالت من ذهنك أي خوف أو قلق حول هذا الشخص. والنتيجة أن الابتسامة هي أسلوب مهم للنجاح في الحياة، يكفى أن نعلم أنه عندما يبتسم الإنسان تتحرك من (5- 13) عضلة في الوجه، وعندما يكون في حالة تجهم وعبوس تعمل (47) عضلة.

تأمل معي الكثير من الصور القديمة ذات اللون الأبيض والأسود ترى الوجوه فيها جامدة، لا روح بها، ملامح باردة، شفاه عابسة ولكن يُقال إنه بسبب الكاميرات! فالكاميرات آنذاك كانت بطيئة وغير مجهزة، بسبب بقاء الأشخاص أمام آلة التصوير لفترات طويلة من أجل اكتمال التقاط الصورة، ولشعورهم بالإجهاد طوال هذا الوقت، فيميلون إلى الوضعية الأريح لهم، وأن كانت الأكثر عبوساً! لكن تبقى صورة!.

لكن يبقى السؤال لماذا لا نبتسم؟! لُتصبح الصورة أجمل !وليست الصورة ولكن الحياة، فالحياة برواز وكلنا ندور بداخله، فلنحيا حياة القلوب والأرواح، لتجاوز دروب الحياة معاً بأيسر السبل... وكما يقول أحمد زكي: ابتسم لتصبح الصورة أجمل.