وألغيت حوالى 11500 رحلة جوية منذ الجمعة وأرجئت عشرات الآلاف في نهاية العام، وهي الفترة التي عادة ما تكون الأكثر ازدحاما خلال العام. وتقول العديد من شركات الطيران إن ذلك يعود بشكل كبير إلى انتشار المتحورة أوميكرون من فيروس كورونا بين الطواقم. وتأثر العالم كله بذلك، بحيث ألغيت نحو 3 آلاف رحلة جوية الاثنين و1100 رحلة أخرى الثلاثاء، بحسب موقع «فلايت اوير» المتخصص.
وأدى الوباء إلى مواقف نادرة في الأجواء. على سبيل المثال، قررت شركة «دلتا إيرلاينز» إعادة طائرة كانت متجهة إلى شنغهاي، إلى سياتل في شمال غرب الولايات المتحدة الأسبوع الماضي بسبب القيود الجديدة التي فرضت في المطار، كما أوضحت الشركة الأمريكية لوكالة فرانس برس الاثنين.
وأثارت بذلك انتقادات من السلطات الصينية.
تغيير مبرّر
ومن أجل السماح لعدد أكبر من الأشخاص بالعودة إلى العمل بشكل أسرع وبالتالي تجنّب حالات نقص في اليد العاملة، أعلنت السلطات الصحية الأمريكية الاثنين أنّها خفّضت فترة الحجر الصحّي للمصابين بفيروس كوفيد-19 الذين لا تظهر عليهم أعراض إلى النصف، أي من عشرة إلى خمسة أيام، كما خفّضت فترة الحجر الصحّي للمخالطين للمصابين.
كما خفضت المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها (سي دي سي) فترة العزل الصحّي لغير الملقّحين ضدّ كوفيد والذين يثبت أنّهم خالطوا أشخاصًا مصابين بالفيروس، من 14 يومًا إلى 5 أيام، شرط أن يلتزموا وضع الكمامة الواقية طوال أيام العزل الخمسة إذا لم يكونوا بمفردهم.
وقالت «سي دي سي»، الوكالة الصحية الرئيسية في الولايات المتحدة، في بيان إنّ «هذا التغيير مبرّر علميًا»، مشيرة إلى أن غالبية الإصابات تحصل خلال يوم أو يومين قبل ظهور الأعراض وبعد يومين أو ثلاثة أيام من ظهورها.
والمتحوّرة أوميكرون، الأسرع انتشارًا والأقل حدة مقارنة بالمتحورات الأخرى من الفيروس، أصبحت المهيمنة في الولايات المتّحدة. ويتزايد عدد الإصابات بشكل حاد في الولايات المتحدة وهي أكثر دول العالم تضررًا بالوباء حيث أودى الفيروس بحياة أكثر من 800 ألف شخص.
وقال الرئيس جو بايدن الاثنين إن بعض المستشفيات الأمريكية قد تشهد «إجهادًا» بسبب كثرة المصابين بكوفيد، وأردف أن «أوميكرون مصدر قلق لكن لا ينبغي أن تكون مصدرًا للهلع».
في فرنسا، أعلن رئيس الوزراء جان كاستيكس الاثنين أن الحكومة ستفرض تدابير حجر جديدة للمرضى ومخالطيهم «بحلول نهاية الأسبوع بمجرد انتهاء المشاورات» مع الهيئات العلمية. وأوضح «وسيكون الأمر مرتبطًا بتكييف فترات الحجر وفق المتحورة، وأيضًا تخفيف القيود على الأشخاص الملقحين».
كما أعلن إجراءات جديدة (العمل عن بعد وشروط للتجمعات الكبيرة) في مواجهة زيادة عدد الإصابات فيما تجاوزت فرنسا السبت عتبة 100 ألف إصابة يومية جديدة للمرة الاولى.
تقييد التجمعات في ألمانيا
وفي ألمانيا، تدخل القيود التي أعلنت في 21 كانون الاول/ديسمبر حيز التنفيذ الثلاثاء، وهي تشمل خصوصا الحد من التجمعات، حتى بين الملقحين، بعشرة أشخاص في احتفالات رأس السنة. أما بالنسبة إلى الأشخاص غير الملقحين، فالحد الأقصى لعدد المدعوين سيكون شخصين، على ما قال المستشار الجديد أولاف شولتس. وفي السويد، أصبح الثلاثاء على جميع المسافرين القادمين إلى البلاد أن يبرزوا اختبارًا سلبيًا لكوفيد-19. وفي الصين التي تطبق «استراتيجية صفر كوفيد» منذ العام الماضي، حذرت مدينة شيآن الاثنين من أنها ستفرض إجراءات «أشد صرامة» لوضع حد لتفشي الوباء بعد اكتشاف مئات الإصابات بكوفيد في المدينة. وفرض على سكان المدينة البقاء في منازلهم منذ الخميس مع السماح بالخروج مرة واحدة فقط كل ثلاثة أيام للتزود بالمؤن. واعتبارًا من الاثنين، يحق فقط لسائقي السيارات المشاركين في مكافحة الوباء الجلوس خلف عجلة القيادة.