منذ زمن وأنا أرى مدينة العلا مدينة حالمة، كنت في حديث دائم مع النفس كيف ومتى سيتم استغلال هذا الإرث التاريخي العريق، والكنز الطبيعي الساحر من الجمال، كان حلما وطموحا أن تصل العلا إلى العالم، لأنها مدينة تحتوي على العديد من معالم الجذب السياحي، وبين ليلة وضحاها وبمرسوم ملكي وبإدارة سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، أبصر الحلم الواقع وأنشئت الهيئة الملكية في مدينة العلا، وكانت كمثل انبثاق نور الفجر في وجه العلا، وجدت لتفتح للعلا آفاقا ومشاريع غير محدودة بالزمان أو المكان.

جاءت لترسم للعلا أجمل لوحة فنية يشاهدها العالم، عبر متحف مفتوح من المعالم الأثرية في مدائن صالح، والنقوش النبطية والمحميات الطبيعية، وتقرب المسافات بين القلاع وشرفاتها، من خلال رحلة عبر الزمن، لتخلد ذكرى عظيمة في قلب زائري العلا، وتقيم لحظات الحجر في بقعة خضراء، بين طبيعة ساحرة وكواكب ساطعة، تغرق فيها للتأمل في سمائها وكأنك في رحلة استشعار وإلهام وجداني.

في أرض العلا تغلب عليك الدهشة والتساؤلات، هل نحن في الجزء الشمالي الغربي من المملكة، أم نحن في معلم آخر، وتثيرك تعليقات وإعجاب الزائرين للعلا، ومدى انبهارهم في جمال كونها! .


حقاً إنها مدينة العلا واجهة العجائب في الجزيرة العربية، كما وصفت في الكتاب من «دارغاليمار».

لقد أوفت الهيئة الملكية بجميع عهود الميثاق في العلا، ووضعت أولى لمساته لهذا العهد، لتصمم العلا بسحر فريد مع المحافظة على الطبيعة والثقافة، يعكس ذلك الجمال مسرح مرايا الفريد بتصميمه، ضمته جينيس إلى عالمها المميز للأرقام القياسية، كأول وأكبر مبنى عاكس مغطى بالمرايا في العالم، وماضية الهيئة في التطوير، بتحويل العلا وجهه عالمية للتراث والثقافة والفنون.