العادات هي سلوك، عبارة عن أعراف تتوارثها الأجيال جيلا بعد جيل، وتصبح في كثير من الأحيان جزءاً من عقيدتهم، وتستمر إذا كانت مرتبطة بالمعتقدات باعتبارها موروثا ثقافيا، أما التقاليد فاستحدث اسمها لأنها أصبحت شيئا مقلدا، اتفق مجموعة من الأشخاص حولها، وتستمد قوتها من المجتمع، وهي تدل دلالة واضحة على الأفعال الماضية القديمة عبر الزمن، بما في ذلك الحكم التي تناقلتها الأجيال، يمكن أن يطلق عليها - أي التقاليد- نظاما داخليا لمجتمع معين، لها فوائد كبرى في تلك المجتمعات، منها على سبيل المثال لا الحصر، البقاء على الذكريات الجميلة.

أيضاً تعتبر عاملا مهما لخلق روابط التعزيز، والتواصل بين أفراد المجتمع، ولا ننس أنها تسد فجوة كبيرة بين الأجيال، إلى غير ذلك من الفوائد.

أغلب تلك العادات والتقاليد التي كنا - أقول كنا بألم يعتصر القلب - نتحلى بها، سواء نابعة من معتقد ديني أو عادات وتقاليد، تداولتها الأجيال عبر الزمن، منها على سبيل المثال والأمثلة كثيرة، استقبال الضيوف عند قدومهم من منطقة إلى أخرى، حيث كان الأقارب يرحبون بالضيوف في بيوتهم، مهما كان حجم البيت، بل كان الموضوع أكبر من ذلك، فعند إشارة المرور عندما يوقفك شخص، يسأل عن مكان معين في تلك المدينة التي وصل إليها، لأي سبب من الأسباب، يرحب به المسؤول ويدعوه لأن يتفضل معه في بيته، ويتناول وجبة عشاء أو غداء، حسب الوقت الذي التقيا فيه، اليوم الحضارة التي اجتاحتنا أفسدت تلك العادات والتقاليد الجميلة، والموروث الذي كنا نفخر به كمسلمين، عندما نتحدث عن عادات أمرنا بها ديننا الحنيف الإسلام.


غزانا ما يسمى «جوجل ماب» لتحديد المكان الذي تريده، مما تسبب في تواري المثل الدارج في مجتمعنا السعودي «البدوي يمشي ويسأل» ويذهب أدراج الرياح للأسف، كان الشخص عند سفره من مكان لآخر، لا يتردد في السؤال عن أماكن معينة متوجه إليها، ويفرح بذلك السؤال المسؤول كنوع من عادات وسلوك إسلامي بالدرجة الأولى، غير كونها تقاليد عربية، لا يتوانى الشخص العربي عن التحلي بها، قتلت تلك العادات والتقاليد الحضارة التي غزتنا، وسيطرت على جل حياتنا في مجالات عدة لا حصر لها، وما ذكرته أحدها.