ربما تكون السياسات الوطنية التي رسمت استنادًا على رؤية السعودية 2030 واستراتيجية اليونسكو لقطاع التدريب التقني وسياسات مجموعة العشرين والمنتدى الاقتصادي العالمي قد أحدثت تحولات جذرية حقيقية في مسارات مكانة وسمعة الوطن كمركز للتدريب التقني والمهني هي أبرز ما يميز الخطط الطامحة للمرحلة المقبلة، لكن الأهم من ذلك أن حكومة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين - حفظهما الله - كلّفت بهذه الخطط أيادٍ أمينة في قطاع التدريب التقني والمهني من قيادات المستقبل الفاعلة بنظراتها وأفكارها الفريدة وخبراتها العالية وكفاءتها الواسعة، مع روحها الوثابة وحماسها الشديد نحو التغيير، ورؤيتها الإيجابية والمتفائلة، على ضمان أعلى درجات الإتقان والإنجاز من خلال متابعتها المباشرة وإشرافها الشخصي لكل الخطط والأعمال، وهذا ما يجسده حصول قطاع التدريب التقني والمهني في المملكة، على تقدم كبير في مؤشر المعرفة العالمي لعام 2021، قافزًا ثلاثة مراتب ليسجل المرتبة 9 عالميًّا، مقارنة بالعام الماضي 2020؛ حيث كان في المرتبة 12 عالميًّا، والذي يبث الاطمئنان والبشرى بما ينتظر مسيرة التدريب التقني والمهني في وطننا من قفزات هامة في مجال مؤشراته. يلفت هذا المنجز إلى ما تحمله الخطط من أساليب عمل مثالية وعزيمة ونشاط لم تتوقف، فقد تضمن أكثر من ثلاثين شراكة استراتيجية مع القطاع الخاص، وتعزيز الاستفادة من وسائل التقنية في تنمية مهارات وقدرات المتدربين والتوسع في نشر منشآت التدريب التقني والمهني بجميع مناطق ومحافظات المملكة، وافتتاح تخصصات جديدة ونوعية أسهمت في رفع الطاقة الاستيعابية للمتدربين والمتدربات، وإطلاق العديد من المبادرات التي تواكب الرؤية 2030 نحو تعزيز سوق العمل بالكوادر الوطنية وتمكينهم من الحصول على المهارات المهنية التي تدعم التطوير الوظيفي وتوفير التدريب المهني للمواطنين الراغبين بإكمال مسارهم التعليمي، من خلال فتح التدريب المسائي بالكليات والمعاهد، وبما يتناسب مع متطلبات سوق العمل السعودي. المنجز الذي تقفز معه فورًا إلى الأذهان المسار الجديد في ظل تفشي فيروس كورونا بالعالم، الذي يتركز في جوانب العمل على تطبيق التدريب عن بعد من خلال منصة التدريب الإلكتروني بجميع المنشآت التدريبية، ولجميع برامج المؤسسة المختلفة، يبعث الثقة الكبيرة في النفس والسعادة التي لا تضاهيها أي سعادة، بحجم دعم قيادتنا الرشيدة ونظرتها الثاقبة وإبداع المواهب والعقول في هذا الوطن، بل إنه يبعث فرحة وبهجة لدى الجميع كون هذا المنجز يجعل وطننا عضوًا فاعلاً وشريكًا رائدًا للجهود العالمية، الرامية إلى ضمان جودة التدريب التقني والمهني وتطوير مخرجاته؛ بما يتلاءم مع متطلبات سوق العمل، كما عبَّر محافظ المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني الدكتور أحمد الفهيد عن سعادته بذلك، فهو مركز متقدم يأتي انعكاسا حقيقيا للدعم الكبير الذي تلقاه المؤسسة من القيادة الحكيمة. المنجزات التي تسير بها المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني رحلتها نحو 2030 ترسخ مع هذا الاستحقاق الأخير الطمأنينة بأن النهج والقيم لم يتغير، الذي يضع الإنسان الرقم واحد لكل السياسات، والثقة بأن روح القيادات المتطلعة إلى المزيد من التفوق الحضاري قادرة على عمل نقلات استثنائية تضع المملكة في المراكز الأولى في التقدم والريادة للمستقبل.