سجلت إدارة الطب الشرعي بمنطقة عسير أمس حالة عنف أسري ضحيتها طفل يبلغ من العمر 8 أعوام ووفقا لمدير الإدارة الدكتور عبدالعزيز آل حبشان إن الطفل تعرض للضرب والحرق في أجزاء من جسده. وأدخل الطفل إلى مستشفى عسير المركزي وجسمه فيه الكثير من الرضوض والحروق والكدمات.

وأوضح آل حبشان في تصريحات إلى "الوطن": "أن الأب هو من أقدم على ضرب ابنه وحرقه حسب ما ذكر في التحقيقات الأولية، كما أن والد الطفل نفسه اعترف باعتدائه على ابنه". وأضاف "في مثل هذه الحالات التي تأتي إلى المستشفى تتدخل الشرطة والشؤون الاجتماعية في حلها ومن ثم يتم إبلاغنا من خلال الشرطة، أما في حالة الطفل هذه فإننا في البداية سنقف على حالة الطفل من أجل التعرف على وضعه الجسدي والنفسي، ومن ثم سنقدم له العلاج وكذلك سنوفر له الحماية ولعائلته، على أن يتم إجراء بحث اجتماعي للوقوف على حالة الأسرة الاجتماعية والمادية والنفسية".

الناطق الإعلامي لشرطة عسير الرائد عبدالله آل شعثان أكد لـ"الوطن" وقوع الحادثة، ممتعنا عن إبداء أي تفاصيل حول القضية.

إلى ذلك، قال عضو الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان في عسير الدكتور علي الشعبي "سنتابع حالة الطفل في المستشفى وسنوفر له الحماية اللازمة ولأسرته وسنبدأ في بعض الإجراءات القانونية اللازمة تجاه الطفل وما يستجد على حالته".

ولم يتمالك الأطباء والممرضات في المستشفى أنفسهم من الوقوع تحت صدمة رؤية الطفل بمفرده في سيارة الهلال الأحمر والدماء تسيل منه.

ولخص الطفل قصته لـ"الوطن" قائلا "ضربني والدي أثناء غياب والدتي عن المنزل، ثم أخذ سكينا وسخنها بالنار وكوى جسدي كله ووجهي، وضربني في رأسي بآلة حادة ورمى علي دولابا صغيرا... ثم خرج من المنزل وتركني فاتصلت بالهلال الأحمر الذي نقلني إلى المستشفى".

والدة الطفل حاولت التعتيم على ما جرى لطفلها في بداية الأمر، إلا أنها تراجعت قائلة "إن والد طفلها يمر بين حين وآخر بحالة نفسية صعبة وهو عاطل عن العمل وأحيانا يصاب بموجة من الغضب تجعله يضرب جميع من في المنزل دون أي وعي بما يفعله".

وجاء في تقرير طبي "أن الطفل نقل إلى المستشفى بواسطة الهلال الأحمر وبالكشف عليه تبين أنه مصاب بحروق في القدمين والساق اليمنى واليدين والساعدين والذراعين والصدر والوجه وكدمات في الساق اليسرى وكدمة مع تورم في الجمجمة وجرح قطعي في فروة الرأس وتم تحويله إلى قسم جراحة الأطفال وجراحة المخ والأعصاب وجراحة الوجه والفكين وجراحة التجميل".

إلى ذلك، بدأت لجنة العنف الأسري في المستشفى بمعالجة الطفل نفسيا وجسديا".

وعلمت "الوطن" أن شرطة المستشفى سجلت الحالة ضمن القيود الخاصة، وطلبت استدعاء الأب والأم واستجوابهما، وتم التحفظ على الأب لإحالته إلى الشرطة.